تركوا أهلهم ومالهم وأولادهم خلفهم، خلعوا ثيابهم الفارهة الملونة واكتسوا لوناً واحداً، تساوى الغني والفقير.. الأبيض والأسود.. رفعوا أكفّ الضراعة في يوم عرفة من فوق جبل الرحمة. منذ فجر يوم عرفة احتشد حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات الطاهر لأداء الركن الأعظم من أركان الحج، وسط متابعات أمنية وخدمية تقدمها المملكة لتأمين سلامة الحجاج وبخدمات إنسانية لا تحصى. وانتشر آلاف الحجاج بمشعر عرفة كاسين جبل الرحمة اللون الأبيض، مُلبين وموجهين أكف الدعاء إلى رب السموات، حيث بدأ حجاج بيت الله الحرام منذ ساعات الصباح الأولى اليوم السبت، في التوافد إلى مشعر عرفات، بعد قضاء يوم التروية في منى، مؤدين الركن الأكبر من الحج. وفي كل عام تثبت المملكة تفوقها على نفسها في كل ما تقدمه لخدمة الحجيج، ولا تزال تقدم الكثير من الخدمات لجميع ضيوف الرحمن منذ وصولهم إلى مشعر عرفة، ولا تدخر القيادة الرشيدة جهداً أو وسيلة إلا وفرتها لخدمة ضيوف الرحمن. فقد بدأت قوافل حجاج بيت الله الحرام مع إشراقة صباح هذا اليوم السبت التاسع من شهر ذي الحجة لعام 1440 ه بالتوجه إلى صعيد عرفات الطاهر مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار. وواكب قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات الطاهر متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم. وعلى امتداد الطرقات الموصلة بعرفات انتشر رجال المرور يساندهم أفراد الأمن والكشافة باذلين قصارى جهدهم لتأمين الانسيابية والمرونة بالحركة. وبجاهزية تامة لمختلف القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج وفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه. وتابع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات، موجهان بتوفير أفضل الخدمات لينعم ضيوف الرحمن بأداء النسك وهم آمنين مطمئنين.