من الخليج العربي شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا، جاب ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان 8 دول عربية خلال السنوات الأربع الأخيرة، خلال العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. والنقطة الأهم التي تدور حولها هذه الزيارات العربية، أنها تأتي في إطار الحرص السعودي المستمر على توثيق العلاقات مع الأشقاء العرب، كما أنها تمثل امتدادًا حقيقيًّا وواقعيًّا للجهود التاريخية التي بذلها قادة المملكة لتوحيد الصف العربي. وشملت هذه الزيارات بحسب الأسبقية التاريخية، كلًّا من: مصر، الأردن، الكويت، الإمارات، البحرين، تونس، موريتانيا، والجزائر. 6 زيارات لمصر: ** إبريل 2015… زيارة لإجراء مباحثات مع وزير الدفاع المصري السابق الفريق أول صدقي صبحي. ** يوليو 2015… الاتفاق على آليات تنفيذية لما عُرف حينه ب”إعلان القاهرة”، لتطوير التعاون العسكري وتحقيق التكامل الشامل. ** ديسمبر 2015… إطلاق ومتابعة أعمال المجلس التنسيقي الثاني لإعلان القاهرة. ** إبريل 2016… توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم برفقة خادم الحرمين الشريفين خلال زيارته التاريخية لمصر. ** مارس 2018… تعزيز التعاون الاقتصادي وبحث أزمات الشرق الأوسط والتدخلات الإيرانية. ** نوفمبر 2018… التأكيد على التنسيق المستمر بشأن اليمن ومواجهة الإرهاب وردع إيران. زيارة الأردن: أكدت الزيارة التي جرت في 4 أغسطس 2015، على أهمية تعزيز التعاون القائم في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب والتطرف، كما تم تحديد 6 نقاط للتعاون في هذه المجالات: وبناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني، فقد اتفق الجانبان على تعزيز التعاون القائم بينهما في المجالات التالية: 1- تطوير التعاون العسكري القائم بين البلدين بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة. 2- تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة، والتنقيب عن اليورانيوم، وإنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة النووية. 3- التعاون في مجال التجارة، وتعزيز الجهود لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وفتح المزيد من الفرص أمام الصادرات الأردنية إلى السوق السعودية، وتعزيز دور رجال الأعمال في مجال التعاون التجاري بين البلدين 4- تعزيز الاستثمارات المشتركة في المشروعات التنموية والاستثمارية، التي يمكن تنفيذها مع القطاع الخاص. 5- توقيع مذكرة تفاهم بخصوص تأسيس صندوق استثماري مشترك بين البلدين. 6- التعاون في مجال النقل، خصوصًا فيما يتعلق بنقل البضائع بين البلدين ووضع الخطط المناسبة لتحقيق ذلك. زيارة الكويت: جاءت زيارة الأمير محمد بن سلمان للكويت في 30 سبتمبر 2018، تأكيدًا على حرص قيادة البلدين على التشاور المستمر حول مختلف القضايا وسبل تدعيم التعاون المشترك. ووصف مراقبون من الكويت الزيارة ب”غير العادية”، مشيرين إلى أهمية التعرف على ولي العهد السعودي ورؤيته لبلاده ولمنطقة الشرق الأوسط عن قرب. زيارة الإمارات: أجمع عدد من محللي الشأن الخليجي والعربي، أن زيارة ولي العهد إلى أبو ظبي ما بين 22 و25 نوفمبر 2018، رسمت خارطة طريق للمستقبل ولضمان أمن واستقرار شعوب مجلس التعاون الخليجي والأمن القومي العربي، في ظل المخططات المعادية للمنطقة العربية، من محيطين بها ومن بعض أبنائها. وفي تلك الزيارة، انشغل عدد من شباب الإمارات بتوثيق صور عفوية مع الأمير محمد بن سلمان، حيث أشعلت هاشتاقًا تميّز حينذاك عنوانه #محمد_بن_سلمان_منور_الإمارات . زيارة البحرين: اهتم ملك البحرين بعد زيارة ولي العهد السعودي لبلاده (25 و26 نوفمبر 2018)، على أن “السعودية ستبقى قوية وقادرة على صد كل من يحاول المس بأمنها واستقرارها، أو التدخل في شؤونها الداخلية بحملات ممنهجة وادعاءات مغرضة ومزاعم كاذبة”، مفيدًا بأن المملكة ستواصل أداء “دورها العالمي”، مستفيدة من “إمكانيات تجعلها ركيزة أساسية لأمن واستقرار المنطقة والعالم بأسره”. زيارة تونس: خرجت زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى تونس (27 نوفمبر 2018)، بالكثير من الآثار الإيجابية الباقية من تلك الزيارة، خصوصًا حينما اهتم بإيضاح خاصية “البناء على البناء”، في دعم العلاقات بين البلدين، حينما قال حينذاك: “الشعب التونسي عزيز جدًّا على شقيقه السعودي، والعلاقة السعودية التونسية علاقة قديمة وإيجابية لخدمة البلدين، ودورنا في المملكة العربية السعودية أن نبني على ما بنوه مَنْ قبلنا”. زيارة موريتانيا: بعد الحضور الناجح واللافت لولي العهد السعودي في قمة العشرين بالأرجنتين في مطلع ديسمبر الماضي، عاد لإكمال جولة عربية بدأها قبل تلك القمة في محطات الإماراتوالبحرين ومصر وتونس، حيث زار أرض المليون شاعر، موريتانيا، في 2 ديسمبر 2018. واهتم الأمير محمد بن سلمان بتوقيع 4 اتفاقيات مع الجانب الموريتاني لتنشيط العلاقات مع دولة البوابة الغربية للعالم العربي مع الأطلسي وغرب أفريقيا، تختص بالتطوير في مناحي مختلفة، ما بين الصحة والخدمات والبيئة والاقتصاد وغيرها. زيارة الجزائر: وأفرزت آخر زيارة عربية لولي العهد كانت للجزائر بتاريخ 3 ديسمبر 2018، عن صدور بيان مشترك أعلن عن إنشاء مجلس أعلى للتنسيق السعودي؛ لتعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرف، وكذلك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة والتعدين والثقافة والتعليم.