بعد أسبوع فقط من إعلان تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب من العاصمة السعودية الرياض (15 ديسمبر 2015)، سجّل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أول زيارة له للسعودية (22 ديسمبر)، قبل انقضاء العام الأول من بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 23 يناير في بداية نفس ذلك العام (3 ربيع الآخر 1436ه). ثم زار الرئيس التونسي السعودية بعد ذلك في مناسبتين مختلفتين، الأولى لحضور القمة العربية الإسلامية الأمريكيةبالرياض في 20 و21 مايو 2017، ثم القمة العربية ال29 بالظهران في 14 و15 إبريل 2018. زيارة 2015 ورفض الإرهاب: الزيارة الأولى في 2015 التي جاءت بعد أسبوع من إعلان تأسيس التحالف الإسلامي، كانت لا تخلو من مغازي رفض الإرهاب من الجانب التونسي، المكتوي بنيران عملياته، من قبل الجماعات التكفيرية المتشددة. وفي تلك الزيارة التي شهدت توقيع مجموعة من الاتفاقيات، كان هناك اهتمام بالمجال الدفاعي، والحماية المدنية مع الدفاع المدني، بالإضافة إلى أنشطة تنموية أخرى. ولعل الاهتمام بالجانب الدفاعي والأمني يشير إلى حرص التعاون المشترك لمجابهة العناصر الإرهابية التي تحاول التهديد من حين لآخر. والعمليات الأمنية ضد الإرهاب لا تزال مستمرة ومستعرة في تونس، ولعل آخرها قبل أسبوع فقط، (الأربعاء الماضي 20 مارس)، حينما قتلت القوات الخاصة ثلاثة متشددين يشتبه أنهم من تنظيم داعش، بعد اشتباكات في منطقة جبلية قرب الحدود الجزائرية، وتأتي العملية بعد أيام من نشر "داعش" صور المتشددين وهم يحملون أسلحة في منطقة جبلية يختبئون فيها منذ سنوات. وقفة دولية ضد الإرهاب بعد 17 شهرًا: وبعد 17 شهرًا، عاد الرئيس التونسي إلى السعودية مجددًا، للمشاركة في مناسبة أخرى رافضة لتفاصيل الإرهاب عبر "وقفة دولية مهمة جدًّا"، من خلال القمة العربية الإسلامية الأمريكية، التي احتضنتها الرياض في 20 مايو 2017. وكان "إعلان الرياض" قد أكد أهمية بناء شراكة وثيقة بين الدول لمواجهة التطرف والإرهاب، مشيرًا إلى تأكيد القادة التزام دولهم الراسخ بمحاربة الإرهاب بكل أشكاله. كما تضمن البيان الختامي اتفاق الدول المشاركة بالقمة على التصدي للجذور الفكرية للإرهاب وتجفيف مصادر تمويله، والإشادة بتبادل المعلومات بشأن المقاتلين الأجانب وتحركات التنظيمات الإرهابية. وأدان بيان القمة أيضًا مواقف النظام الإيراني العدائية واستمرار تدخلاتها في شؤون الدول الداخلية، مع الالتزام بالتصدي لذلك، كما رفض البيان ممارسات النظام الإيراني وتواصل دعمه للإرهاب والتطرف. ولعل هذه هي المؤشرات الأمنية والدفاعية المشتركة المتفق عليها، بين سياسة وإستراتيجيات السعودية وتونس.