انتزع الديمقراطيون الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي في انتخابات التجديد النصفي التي جرت أمس ما يعني أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيواجه أوقاتًا عصيبة خلال الفترة المتبقية له من دورته الرئاسية الأولى. الشيوخ ينحاز إلى ترامب وبالرغم من حصول الحزب الجمهوري (صاحب شعار الفيل الضخم ) على أغلبية سهلة في مجلس الشيوخ إلا أن دور المجلس يبقى أقل أهمية من دور مجلس النواب الأمريكي الغرفة العليا في الكونغرس. استفتاء على شعبية ترامب انتخابات التجديد النصفي التي جرت أمس هي استفتاء على شعبية ترامب بعد مرور عامين له في السلطة وبالرغم من أنه شارك بنفسه في الدعاية الانتخابية لحزبه إلا أن الديمقراطيين أكدوا أنهم أكثر تنظيمًا ولديهم رغبة في تحجيم سلطات ترامب. معنى سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب الأمريكي سيكون بمقدور مجلس النواب الأمريكي الذي يتمتع فيه الديمقراطيون بالأغلبية التحقيق في عائدات ضرائب ترامب وتضارب المصالح المحتمل واتهامات تشمل صلات بين حملته الانتخابية في 2016 وروسيا. ويمكن أيضا أن يجبر أعضاء الحزب الديمقراطي ( صاحب شعار الحمار ) ترامب على الحد من طموحاته التشريعية، ربما بالقضاء على تعهداته بتمويل جدار حدودي مع المكسيك أو تمرير حزمة كبيرة ثانية لخفض الضرائب أو تنفيذ سياساته الصارمة فيما يخص التجارة. وستكون أغلبية بسيطة بالمجلس كافية لعزل ترامب إذا ظهرت أدلة على أنه عرقل العدالة أو أن حملته الانتخابية في 2016 تواطأت مع روسيا، لكن هذا الاحتمال يبقى بعيد المنال حيث لا يمكن للكونجرس الإطاحة به من منصبه دون تأييد من غالبية الثلثين في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون. النجوم تتهاوى اللافت للنظر في الانتخابات النصفية التي جرت أمس هو خروج عدد من النجوم البارزين في الحزبين وخسارتهم أمام منافسيهم ففي انتخابات مجلس الشيوخ، التي دافع فيها الديمقراطيون عن مقاعد في عشر ولايات فاز فيها ترامب في 2016، أطاح جمهوريون بأربعة ديمقراطيين من مقاعدهم هم بيل نيلسون في فلوريدا وجوي دونيلي في إنديانا وهايدي هايتكامب في نورث داكوتا وكلير مكاسكيل في ميزوري. وخسر بعض من أبرز نجوم الديمقراطيين من بينهم العضو الليبرالي بمجلس النواب بيتو أورورك، الذي خاض الانتخابات على مقعد بمجلس الشيوخ عن ولاية تكساس، بفارق بسيط أمام الجمهوري الذي يشغل المقعد تيد كروز، وخسر آندرو جيلام أمام الجمهوري رون دي سانتيس في مسعاه لأن يصبح أول حاكم أسود لفلوريدا. وفي السباقات على مناصب حكام الولايات، تعرض الجمهوري كريس كوباك، وهو حليف لترامب، للهزيمة على يد ديمقراطية في كنساس، وفاز الديمقراطيون أيضا بمنصب حاكم الولاية في ولايتي ميشيجان وإيلينوي. والمعروف أن مجلس النواب الأمريكي يتكون من 435 مقعدًا وهو أحد مجلسي الكونغرس، وكل سنتين تجري انتخابات لاختيار أعضاء مجلس النواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي .