“عندما يفلس التاجر يبحث في دفاتره القديمة” تظل الورقة السورية هي الملجأ لإيران لتعبث بها وقتما تشاء وفي محاولة جديدة لاستعراض قوة مزعوم ومفتعل وجمع الشتات المبعثر إثر حادثة الأحواز الأخيرة التي هزت عرش طهران المهترئ. إيران تغطي خيبتها إيران مرة أخرى تعبث ب “سوريا” لكن هذه المرة لتغطية “الخيبة” والعجز عن الانتقام، جاء سقوط أحد الصواريخ بعيدًا عن منصة إطلاقه مثيرًا للشكوك حول بروباجندا إيرانية مصنوعة للإيهام باستكمالها تطوير السلاح. وبحجة الرد على هجوم الأحواز أعلن الحرس الثوري أنه هاجم مقرًا لقيادة إرهابيين شرق سوريا بصواريخ باليستية. وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن طهران قد ضربت معاقل إرهابيين شرق سوريا باستخدام صواريخ باليستية في خطوة تعكس التخبط والترنح الذي تعيشه السلطات. وعبر موقعه الرسمي كتب الحرس الثوري “تم استهداف مقر منفذي هجوم 22 سبتمبر شرق الفرات قبل دقائق بصواريخ باليستية أرض- أرض أطلقها الفرع الجوفضائي لحرس الثورة الإسلامية” مشيرًا إلى أن سبع طائرات مسيرة قامت بقصف مقرات إرهابيين في المنطقة بالصواريخ عقب الضربات الأولية بدقائق. والعجيب أن الحرس الثوري لم يأت على ذكر الموقع الذي تم منه القصف ولا المكان الذي تم قصفه فيما قالت وكالة الأنباء الإيرانية على استحياء إن الصواريخ أصابت محيط مدينة البوكمال الحدودية في دير الزور وإن الصواريخ قد تم إطلاقها من كرمنشاه. سخرية واستهزاء بموجة من الضحك والسخرية استقبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي حول قصف الحرس الثوري لأهداف في سوريا. حيث غرد رضائي عبر حسابه قائلًا: “الهجوم الصاروخي للحرس الثوري على مقر إرهابي هجوم الأحواز لهو نقرة على هؤلاء المجرمين العقاب الحقيقي في الطريق عقاب شديد. وانهال على رضائي وابل من التعليقات الساخرة حول فشل قدرات الحرس الثوري الصاروخية في إصابة أهدافها لا سيما وأن الصواريخ قد سقطت قريبًا من منصة إطلاقها داخل مدينة كرمانشاه الإيرانية على طريقة الصاروخ يلف ويعود لصاحبه!. وانتشرت صور تحطم الصاروخ الباليستي في ضواحي كرمانشاه على مواقع التواصل الاجتماعي وتوالت التعليقات التي تسخر من الحرس الثوري الإيراني الذي استولى على مليارات الجيش تحت مزاعم تطوير سلاح ليس فعالًا ويسقط في مكانه قبل الوصول إلى الهدف. ترنح وتهويش وتوالت التصريحات التي عبرت عن الترنح الإيراني وفقدان الوزن فبعد أن أعلن الحرس الثوري أنه اقتص لحادث الأحواز بقصف الإرهابيين في سوريا وأن الصاروخ جاء ردًا على الهجوم في جعجعة معتادة واستعراضية معهودة للنظام الإيراني. وجاء المتحدث باسم الهيئة الرئاسية في البرلمان “بهروز نعمتي” اليوم الثلاثاء، ليخفف حدة البروباجندا والهالة المصنوعة بالاعتراف ضمنيًا بالتقصير. وقال نعمتي في تصريحات له نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية “فارس” إن هناك “تقصيرًا محرزا” في حادث الأحواز الإرهابي لقد تم التصدي لعدد من المقصرين وقدموا للمحاكمة. وتحاول إيران من جراء الإعلان عن إطلاق الصواريخ إرسال رسالة إلى واشنطن مفادها أن إيران لا زالت قادرة على الرد لتظهر في دور المنتقم الذي لن يهدأ له بال حتى يأخذ بثأره لكن النتيجة جاءت عكسية لا سيما أن إيران كان من الممكن أن تستهدف الإرهابيين المفترضين انطلاقًا من العراق حيث تتمركز ميليشياتها وتتحرك بحرية تامة بدلًا من الاستعراض العبثي في سوريا. ويظهر الترنح الإيراني بشكل جلي في الهجوم ذاته، فالهجوم على مواقع سورية بحجة وجود منفذين لعملية الأحواز فيها يثير تساؤلات عديدة ويعد مفاجأة لا سيما أن طهران قد وجهت اتهاماتها لحركة انفصالية محلية زعمت أنها مدعومة من الرياضوواشنطن وإسرائيل الأمر الذي يبدو وكأنه حديث “سُكارى” في ليلة حمراء ! لم تشر إيران أبدًا إلى أن المجموعة المسؤولة عن الهجوم قادمة من سوريا وفجأة تضرب مواقع تدعي أنها لإرهابيين مسؤولين عن الهجوم في محاولة لإثارة ضجة إعلامية بعثرتها الرياح في وقت قصير. افتعال واستعراض وتكشف هذه الفضيحة التي وجدت طهران نفسها أمامها وجهًا لوجه أن افتعال الهجوم في مكان غير منطقي يهدف إلى إحداث صدمة وشو استعراضي وليس الانتقام بقدر ما هو سعي لتسكين الداخل الإيراني وخرس الألسنة لا سيما وأن الشعب الإيراني قد فقد ثقته بالحرس الثوري وأسقط الهالة التي طالما رسمها حوله في كونه كيانًا غير قابل للاختراق. هكذا كان على الحرس الثوري مدعومًا بالنظام الإيراني حفظ ماء وجهه واستعراض قدرته على حماية بلاده بهراء الصاروخ. بُعد آخر وضعته طهران في الحسبان في روايتها المفتعلة وفي محاولة لضرب عصفورين بحجر وتتمثل في رسالة مفادها “أن سوريا لا تزال مركزًا للإرهابيين ومن غير المنطقي المطالبة بانسحاب الميليشيات الإيرانية منها” . يذكر أن 25 شخصًا قد لقوا حتفهم في هجوم فتح فيه مسلحون النار خلال عرض عسكري في الأحواز جنوب غرب إيران في ال22 من الشهر الفائت وتوعد حسن روحاني عقب الحادث برد قاس على الاعتداء وأعلن الحرس الثوري عن ما سماه بالانتقام الذي لن ينسى في القريب العاجل لينقلب السحر على الساحر وتسقط الصواريخ في أرض مطلقها!