في الوقت الذي تتقدم فيه قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية مسنودة من قوات التحالف العربي في اليمن في الحديدة، تضيق قوات التحالف الخناق على صعدة معقل الانقلابيين. ويكتنف الغموض مصير عبدالملك الحوثي زعيم الميليشيا الإرهابية التابعة لإيران، حيث رججت تقارير دولية تخليه عن أنصاره وهروبه الى إيران للاحتماء بنظام الملالي فيما يترك تابعيه يواجهون الموت بمفردهم. وأشارت تقارير سابقة إلى اختباء عبدالملك الحوثي المطلوب الأول على قائمة الأربعين في أحد الكهوف الجبلية مع مجموعة من المقربين له، لكن ضربات التحالف التي استهدفت مناصريه أجبرته على الخروج من مخبئه. وبحسب موقع ISICRC الأميركي، بعد نجاح قوات التحالف بقيادة المملكة في قتل الزعيم السياسي للحوثيين صالح الصماد في 19 أبريل الماضي، بات جليًا أن الوضع على أرض المعركة ليس في صالح الحوثيين، خاصة بعد سيطرة قوات التحالف على أكثر من 80% من الأراضي اليمنية. والمعروف أن عبدالملك الحوثي من مواليد محافظة صعدة شمال اليمن عام 1979، وهو الابن الأوسط لبدر الدين الحوثي، نشأ وتعلم على يد أبيه، ولم يذهب إلى أي مدرسة نظامية. وتسلم عبدالملك الحوثي قيادة الحركة الحوثية وعمره لا يتجاوز الرابعة والعشرين، متجاوزًا كل أشقائه الكبار، وبمباركة من والده بعد عامين على مقتل شقيقه مؤسس الحركة حسين الحوثي عام 2004. ومكث عبدالملك الحوثي في صعدة بعد مقتل أخيه حسين والقبض على والده، وقام بإعادة ترتيب صفوف أتباع ومريدي الحركة. وحصل عبدالملك الحوثي على دعم مالي وعسكري ومخابراتي من إيران وميليشيات حزب الله التي تعد الوسيط الرئيسي بين طهران وصعدة. وتعود علاقته مع إيران مع البداية التي أسسها والده بشكل محدود في مطلع الثمانينات كعلاقة مذهبية دينية سرعان ما تحولت في تسعينات القرن الماضي إلى تبعية فكرية تبنت خلالها الحركة الفكر الاثنى عشري المخالف لكثير من قواعد المذهب الزيدي في اليمن. واستطاع عبدالملك الحوثي بدخول الحركة معترك الحياة السياسية أن يجعل منها ذراعًا واعدة لإيران في اليمن، محققًا ذلك بانقلابه على الشرعية وفرض سلطة الأمر الواقع في العاصمة صنعاء متجاوزًا حليفه صالح.