من الجولة الأولى وبمستويات هزيلة خرجت فرق أعلى أجر وأغلى ثلاثة مدربين في كأس العالم “برانديلي ” مدرب إيطاليا ، “هودجسون” مدرب انجلترا ، “ليبي” وهو الأعلى أجر مدرب روسيا .. واستطاع بعض المدربين الأقل أجرا وشهرة تأهيل فرقهم إلى الجولات الأخرى وتقديم مستويات ملفتة .. فاثبت ذلك .. ان جلب الاسماء ذات الأجور المرتفعة أو حتى المشهورة لا تجلب بطولات ولا تؤهل .. ولا تعني أنها ستحقق شيئا مهما .. فقيمة الفريق بما يمكن ان يصنعه الأفراد فيه ، وبما يمكن أن يجتهدوا لكي يقدموه لجماهير أوطانهم .. تذكرت بسرعة مدرب منتخبنا السابق ريكارد الذي أتى باسمه وجيوبه فارغة ليملأها مالا وليس قيمة ومنفعة . تأملوا جيدا مدرب البرازيل سكولاري من يجلي معه على دكة الاحتياط كمستشار فني إنه كارلوس البرتو بريرا الذي يعد أشهر من سكولاري ولكن لأجل الوطن قبل ان يكون بتلك الصورة ويخدم بلاده دون اعتبار ” وترزز” و”شوفة حال ” وتضخيم الأنا .. فتخيلت ماذا يمكن ان يكون ويحدث في إعلامنا المعقد لو حصل مثل ذلك . المكسيك ، تشيلي ، كولومبيا في نظري هي أفضل ثلاث فرق كانت تستحق مراكز أفضل مما حصلت عليه فمن رأى ما قدمته من لعب ، وروح ، وإصرار ، وشمولية ، وقوة ، ومبادرة جعل الترشيحات ترتبك قليلا وتتأخر .. ليتنا نتعلم منهم فن اللعب للوطن بعزيمة الكبار .. ودموع الحب. الجزائر قدمت فريقا ومستويات بيض الوجه العربي والاسلامي فكانت الفريق الصامد والقوي .. تأملت روحهم ، وعزيمتهم ، وإخلاصهم لشعار بلادهم وهذا ماجعلهم يقدمون هذا المستوى الباهر المهم ألا يتوقفوا ويعيدوا تجربة منتخبنا مابين 94 و98و2002.. حين شاهدت اليابان وكوريا واستراليا “يتصقعون” بالاربعة والثلاثة وهم كبار آسيا ونحن هنا نبحث عن ان نصل إلى مستواهم علمت أننا لوكنا بمكانهم لتكررت اكثر من مأساة كأس العالم 2002 أمام ألمانيا .. لذا فكأس آسيا القادمة إذا لم نفكر بعقلية البطل الحقيقي ويرتفع طموحنا وتعلو همتنا وتضبط أمورنا بالتدريب .. وتهذيب العقول قليلا سوف نأكل “خوابير”.