أعلم أن تراكمات سابقة وتكدس الكثير من الملفات والقضايا داخل أروقة وزارة التعليم لم يكن سهلاً ليواجهها وزير التعليم وبقوة، ولا يملك وحده العصا السحرية لإنقاذ ما تبقى من مكانة وهيبة التعليم لدينا. ولكن كل هذا لا يعطي الحق للوزير للتبريرات والحجج لعدم نقل وزارته وبقوة بالتوازي مع الكثير من القطاعات الحكومية، وإن كان أكثرهم وأوفرهم حظاً في الميزانية التشغيلية. التخبط واتساع الفجوة بين تصريحات الوزير وتقليدية الطرح على لسان متحدثها وعشوائية الكثير من القرارات وبين الواقع المعايش للبيئة التعليمية ولمستوى أداء المعلم والطالب يزداد وبقوة بل يصعب ترميمه وعلاج الكثير من القضايا الإدارية والتربوية والتعليمية التي نخرت عظام عمل الوزارة ما لم تتغير خطة الوزارة ابتداء من الوزير نفسه، فالقرارات والتصريحات والإجراءات لا تتخذ إلا من دراسة واقع التعليم للطالب وللمعلم دون الاعتماد على التقارير والمخاطبات والمرافعات والمرئيات المثقلة بالتنظير. لقد أهلكتنا الاجتماعات والاتفاقيات ومزقت جودة تعليمنا هدر العقل والقدرة والإمكانات ببرامج وأنشطة وفعاليات لا تخدم المعلم والطالب. كل ما يحدث الآن يا وزير التعليم لا يمنح المواطن والمواطنة السعودية أي بوادر أمل نحو أفق التعليم ومستقبل أجيالنا القادمة. لأننا وببساطة أصبحنا ندرك تماماً من واقع متغير ومتسارع كيف قفزت فيه وزارات وهيئات حكومية لتتواكب مع رؤية وطموح المملكة 2030، بينما وزارة التعليم لا تزال قابعة خلف ستار التصريحات الإعلامية والتغريدات الباهتة. فالمواطن جزء من عمل ونهضة الوطن لا يغيب عنه التميز ولا يغفل عن مدى المستوى والجودة، ولا يعني انتقاد عمل الوزارة ودورها وتخلفها عن اللحاق بركب التطور أن تستخدم ورقة الوطنية والتشكيك في مصداقية الناقد، فالوطنية الصادقة هي من توجب أن نتحدث بشفافية وبوضوح عن كل مكامن الخلل وضعف الأداء. وأخيراً سؤالي إلى أين يا وزير التعليم؟ وإلى متى؟ وكيف سنكون؟