نحو ثلاث سنوات وتسعة أشهر مضت على تولي معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى منصبة , وهي من وجه نظري مدة كافية لطرح السؤال الذي ينتظر الكثير الاجابة علية : ما الجديد الذي طرأ على أداء هذه الوزارة ؟ أعلم أن تراكمات سابقة وتكدس الكثير من الملفات والقضايا داخل أروقة وزارة التعليم لم يكن سهلاً ليواجهها وزير التعليم وبقوة، ولا يملك وحده العصا السحرية لإنقاذ ما تبقى من مكانة وهيبة التعليم لدينا. ولكن كل هذا لا يعطي الحق للوزير للتبريرات والحجج لعدم نقل وزارته وبقوة بالتوازي مع الكثير من القطاعات الحكومية، وإن كان أكثرهم وأوفرهم حظاً في الميزانية التشغيلية. شخصياً أنا محبط تماماً من أداء الوزارة ، وأعترف أنني لم أكن كذلك يوم تعينه إذ ابهجني الخبر حينها وكتبت مقالة تفاؤلية تصاعد لاحقا ندمي عليها ، حتى وصل ذروته اليوم ، وها انا اكتب معتذرا لكل من قرأ تلك المقالة ورفعت سقف احلامه قبل أن يصدمنا الواقع جميعاً. إذا اردنا التحدث عن المباني المدرسية وعدم جاهزيتها لبداية العام الدراسي بالشكل المطلوب ، بالإضافة الى الاستغناء عن المباني المستأجرة بدمج المدارس ، وكثرة أعداد الطلاب في الفصول ، ونقص المعلمين في بعض التخصصات وتدريس غير المتخصصين لغير تخصصاتهم وزيادة الانصبة والاعباء على المعلم والعزوف عن الادارة والوكالة والنقل والتعيين ،،،،،،،،،،،،، وإلخ من الاشكاليات في الميدان . لقد أهلكتنا الاجتماعات والاتفاقيات ومزقت جودة تعليمنا هدر العقل والقدرة والإمكانات ببرامج وأنشطة وفعاليات لا تخدم المعلم والطالب . كل ما يحدث الآن يا وزير التعليم لا يمنح المواطن أي بوادر أمل نحو أفق التعليم ومستقبل أجيالنا القادمة لأننا وببساطة أصبحنا ندرك تماماً من واقع متغير ومتسارع كيف قفزت فيه وزارات وهيئات حكومية لتتواكب مع رؤية وطموح المملكة 2030، بينما وزارة التعليم لا تزال قابعة خلف ستار التصريحات الإعلامية والتغريدات الباهتة . فالمواطن جزء من عمل ونهضة الوطن لا يغيب عنه التميز ولا يغفل عن مدى المستوى والجودة، ولا يعني انتقاد عمل الوزارة ودورها وتخلفها عن اللحاق بركب التطور أن تستخدم ورقة الوطنية والتشكيك في مصداقية الناقد، فالوطنية الصادقة هي من توجب أن نتحدث بشفافية وبوضوح عن كل مكامن الخلل وضعف الأداء. أخيرنا أقولها من الميدان وبصوت عالي ،،، لماذا خذلتنا يا وزير التعليم .!