قال ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: إننا "لا نريد تكرار اتفاق حدث عام 1938 وتسبب بحرب عالمية ثانية". وجاءت إشارة ولي العهد إلى هذا التاريخ الخاص بمعاهدة ميونخ في 30 سبتمبر 1938م بين ألمانيا النازية، وبريطانيا، وفرنسا وإيطاليا. وفي هذه المعاهدة وافقت القوى العظمى على إشباع أطماع الزعيم النازي أدولف هتلر التوسعية في أوروبا، حيث ربط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بين هذه المعاهدة وبين التساهل العالمي مع الأطماع الإيرانية. وجاءت رسالة ولي العهد ملخصها أنه لا يجب إشباع أطماع إيران في المنطقة على حساب العالم وأمنه. ومعاهدة 1938 أو "إملاء ميونخ" كما يحلو للتشيك والسلوفاك تسمية هذه المعاهدة لغيابهم عنها، هي اتفاقية تمت في ميونخ في 30 سبتمبر 1938 بين ألمانيا النازية، وبريطانيا، وفرنسا وإيطاليا، وكانت نتيجة هذه المعاهدة تقسيم تشيكوسلوفاكيا بين كل من ألمانيا، بولندا والمجر. وتذرع أدولف هتلر بحجة الموطنين الألمان الذين يعيشون في المناطق الحدودية الفاصلة بين تشيكوسلوفاكيا وألمانيا في منطقة السوديت (بالألمانية: Sudetenland، سوديتنلاند) (بالتشيكية: Sudety، سودتي) على وجه التحديد، والذين يمثلون غالبية سكان هذه المنطقة. ووقعت اتفاقية ميونيخ في سبتمبر عام 1938م في ميونيخبألمانيا، ونصت على قبول بريطانياوفرنسا طلب ألمانيا بضم أحد أقاليم تشيكوسلوفاكيا. كانت الاتفاقية تختص بمنطقة سوديتنلاند في تشيكوسلوفاكيا التي كان يقطنها 800 ألف تشيكي و2,800,000 شخص من أصل ألماني. وكانت مساحة هذه المنطقة حوالي 28,500 كم2، وتضم أغلب المراكز الصناعية والاتصالات والمراكز العسكرية والدفاعات الطبيعية الحيوية في تشيكوسلوفاكيا. تضمنت المعاهدة وعدًا من ألمانيا بإنهاء توسُّعاتها العدوانية، واعتبرتها بريطانياوفرنسا محاولة لتجنب الحرب. ولكن ألمانيا نقضت الاتفاقية وجرَّت أوروبا نحو بداية الحرب العالمية الثانية (1939- 1945م). وسمحت هذه المعاهدة لألمانيا بضم إقليم سوديتنلاند، وفي المقابل وعد هتلر بأن تكون سوديتنلاند آخر منطقة يطالب بها في أوروبا. كما تضمَّنت الاتفاقية تكوين لجنة دولية للإشراف على الاحتلال وإقامة انتخابات في مناطق النزاع الأخرى، وضمان مشترك لاستقلال تشيكوسلوفاكيا بعد تقليصها وتعديل طلبات كل من بولندا والمجر. لم يُنَفّذ بالفعل إلا البندان الأول والأخير من الاتفاقية وقد وضَح في البداية أن اتفاقية ميونيخ، ستُجنب أوروبا الحرب، وذكر تشمبرلين للجماهير المهللِّة في إنجلترا أنه السلام بشرف والسلام في عصرنا. تبعات المعاهدة: وبعد 6 أشهر فقط من توقيع المعاهدة، نكث هتلر وعده وأمر الفيرماخت بالاستيلاء على بقية تشيكوسلوفاكيا. ففقد الاتحاد السوفييتي ثقته في قدرة بريطانياوفرنسا على حفظ السلام وعقد اتفاقًا مع ألمانيا، لتجنُّب الحرب. اعتقد هتلر أن بريطانياوفرنسا لن تلتزما بتعهدهما بحماية بولندا، فشنَّ هجومًا عليها في سبتمبر عام 1939م. بعد أربعة أيام من الهجوم على بولندا أعلنت بريطانيا ثم فرنسا الحرب على ألمانيا وبدأت الحرب العالمية الثانية. وأصبحت اتفاقية ميونخ مثالًا لسياسة الاسترضاء والتنازل، وبعد اتفاقية ميونيخ صار إبرام الاتفاقيات مع الدول العدوانية دعوة للحرب وليست سببًا لمنعها. وما زالت بعض هذه الاتفاقيات تسمَّى ميونيخ أخرى.