أودت حمى لاسا بحياة أكثر من 100 شخص في نيجيريا فيما يهدد الفيروس الملايين في القارة الإفريقي. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن حمى لاسا مرض نزفي فيروسي حاد يدوم فترة تتراوح بين يومين و21 يوماً ويظهر في غرب إفريقيا، وينتقل فيروس لاسا إلى الإنسان عن طريق ملامسة الأغذية أو الأدوات المنزلية الملوثة ببول القوارض أو برازها. يمكن أن تنتقل العدوى أيضاً بمرض حمى لاسا من شخص إلى آخر وفي المختبرات ولاسيما في المستشفيات التي تفتقر إلى تدابير كافية للوقاية من العدوى ومكافحتها. ومن المعروف أن حمى لاسا متوطنة في بنين وغانا وغينيا وليبريا ومالي وسيراليون ونيجيريا، لكنه يُحتمل وجودها أيضاً في بلدان أخرى في غرب إفريقيا. ويبلغ معدل الإماتة الإجمالي 1% أما معدل الإماتة الملاحظ لدى المرضى المصابين بحالات حمى لاسا الوخيمة في المستشفيات فيبلغ 15%. أعراض حمى لاسا لا تظهر أعراض حمى لاسا على حوالي 80% من الأشخاص المصابين وتسبب حالة واحدة بين كل خمس حالات للعدوى الإصابة بمرض وخيم؛ إذ يصيب الفيروس عدة أعضاء مثل الكبد والطحال والكلى. وتتراوح فترة حضانة حمى لاسا بين 6 أيام و21 يوماً، وإذا كان المرض مصحوباً بالأعراض، فيبدأ ظهوره عادة تدريجياً ابتداء من الإصابة بالحمى والضعف المعمم والتوعك، وقد تلي ذلك بعد بضعة أيام المعاناة من الصداع والتهاب الحلق والألم العضلي والألم الصدري والغثيان والقيء والإسهال والسعال والألم البطني. وفي الحالات الوخيمة قد يظهر تورم في الوجه وسائل في الجوف الرئوي ونزيف فموي أو أنفي أو مهبلي أو معدي معوي وانخفاض ضغط الدم. وتحدث الوفاة عادة في غضون 14 يوماً من ظهور الأعراض في الحالات المميتة. ويتسم المرض بوخامته بوجه خاص في فترة الحمل الأخيرة ويسبب وفاة الأم و/ أو الجنين في أكثر من 80% من الحالات في فترة الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل. عدوى حمى لاسا يصاب الإنسان عادة بالعدوى بفيروس لاسا نتيجة للتعرض لبول الجرذان المصابة بالعدوى أو برازها. وقد ينتشر هذا الفيروس أيضاً لدى الإنسان عن طريق الملامسة المباشرة لدم شخص مصاب بالعدوى بحمى لاسا أو بوله أو برازه أو غير ذلك من إفرازات جسمه. وتظهر حمى لاسا لدى جميع الفئات العمرية ولدى الجنسين. والأشخاص الأكثر تعرضاً لخطر الإصابة بها هم الأشخاص المقيمون في المناطق الريفية حيث توجد جرذان المستوم عادة، وخصوصاً في المجتمعات المحلية التي تعاني من سوء خدمات الإصحاح أو الاكتظاظ. ويتعرض العاملون الصحيون لخطر الإصابة بحمى لاسا في حال تقديم الرعاية إلى المرضى المصابين بها دون اتخاذ تدابير الوقاية الصحية الواجبة واتباع الممارسات الملائمة للوقاية من العدوى ومكافحتها. تشخيص حمى لاسا غالباً ما يصعب التشخيص السريري لحمى لاسا لأن أعراض هذا المرض شديدة التغير وغير محددة وخصوصاً في مراحل المرض الأولى. ومن الصعب أن تميَّز حمى لاسا عن سائر أشكال الحمى النزفية الفيروسية مثل مرض فيروس الإيبولا وأمراض أخرى تسبب الحمى بما فيها الملاريا وداء الشيغيلات وحمى التيفود والحمى الصفراء. الوقاية من حمى لاسا تعتمد الوقاية من حمى لاسا على تعزيز تدابير “النظافة المجتمعية” السليمة لتجنب دخول القوارض المنازل. وتشمل التدابير الفعالة تخزين الحبوب والمواد الغذائية الأخرى في حاويات مقاومة للقوارض والتخلص من النفايات بعيداً عن المنازل والحفاظ على نظافة المنازل وتربية القطط. وإذ توجد جرذان المستوم بكثرة في المناطق التي يتوطنها المرض، فلا يمكن القضاء عليها بالكامل في البيئة. وينبغي لأفراد الأسر أن يتوخوا الحذر على الدوام لتفادي ملامسة دم المرضى وسوائل جسمهم لدى رعايتهم.