تستقبل بريطانيا سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أو كما يلقب في الغرب ب MbS ، هذا الشاب الذي اختطف أنظار العالم بقراراته القوية وخططه المستقبلية الجبارة للنهوض بالمملكة وللسباق مع الزمن ليلحق بزمن مضى على المملكة في عصر ما يسمى بالصحوة والذي في واقعه غفوة عن ما يدور في العالم من تطور ونمو، الشاب القائد الذي يرى أن العلاج بالصدمة أفضل حل لإيقاظ همم الشباب نحو مستقبل مشرق، شاب يقود البلاد إلى القمة بسواعد سعودية طموحة. هنالك معارضون لهذه الزيارة من البريطانيين وهم في نظري غير مدركين لما تقوم به المملكة في منطقة الشرق الأوسط وما هو حجم المملكة وما تتصدى له ضد الإرهاب والخراب في المنطقة. عُرفت المملكة بقوة علاقاتها الدولية وسياستها الخارجية الحكيمة، فهي مملكة البناء والمساعدات للأشقاء العرب والإخوة المسلمين في محنهم، فهي دائماً سيدة الموقف في الأزمات، ناهيك عن الدعم الذي تقدمه للعالم لتصنع التوازن الاقتصادي وذلك بدورها الفعال في ال G20 على سبيل المثال. ومن يتحدث عن حرب اليمن بأنها حرب دمار فهو لا يعي موقف المملكة في الحرب ضد الحوثيين المصنفين دولياً بالإرهابيين والذين قلبوا اليمن إلى ساحة من الدماء. المملكة لبت للاستنجاد من الأشقاء اليمنيين للتدخل لإجهاض مخططات عصابات سيطرت على البلد مدعومة من إيران. وكذلك أدركت المملكة أن إيران تلعب بالنار في حدودها فمن واجبها الدفاع عن الحدود كما الدفاع عن كيانها، وكما قال الراحل السياسي المحنك رحمة الله عليه سعود الفيصل من يضع إصبعه على حدود بلادنا قطعناه فما بالك من يلعب بالنار. ومن يعتقد أن المملكة بلد عنف فهؤلاء في نظري لا يعون ما يعانيه المجتمع العربي والإسلامي من جراء الثورة الخمينية والاستعمار الفكري الذي طغى في المنطقة منذ نهاية القرن الماضي. فهي ثورة فساد غسلت الأدمغة باسم الدين وحجمت العقول باسم الدين وكبتت الشباب باسم الدين حتى جاء زمن اليقظة واستنهضت البلاد شبابها لصحوة فكرية واقتصادية وتنموية. اليوم نشهد لقاء قوتين ولقاء مملكتين على طاولة التفاهم والنقاش حول ما يدور في المنطقة ومستقبل المنطقة ونترقب لوضع الحلول للحد مما ينتجه العنف والتطرف. المملكتان يهمهما المستقبل والشباب والمرأة ودورها في نهوض المجتمعات، وبريطانيا مهتمة كثيراً بما يقوم به سمو ولي العهد من جهود جبارة لإحياء مجتمع ينبض بالشباب من رجال ونساء وهم الشريحة الأكبر في المملكة، بريطانيا كما قال وزير خارجيتها بوريس جونسون في صحيفة الشرق الأوسط ، محمد بن سلمان القائد الشاب يستحق منا الدعم، فمستقبل المملكة والمنطقة أجمع يعتمد على نجاح هذا الشاب القائد الطموح. في هذه الزيارة يرتقب البريطانيون توطيد العلاقات الثنائية كما عهدها البلدان بل أكثر من ذلك مع تطلعات المملكة المستقبلية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما المواطن السعودي الذي يعيش على أرض بريطانيا وخاصة طلبة العلم الذين يرتقبون بشغف لهذه الزيارة أملاً في تحسين أوضاعهم ورفع مستوى معيشتهم حتى تتناسب مع غلاء المعيشة في بريطانيا بتعديل سعر الصرف وكذلك يطمح الدارسين على حسابهم الخاص دعم الدولة لهم ليحضوا بالابتعاث حتى يشاركوا في عجلة التنمية. فكثير ينتظر هذه الزيارة. هي الرياض القادرة على خلق التوازن في المنطقة وهي الرياض محط أنظار العالم اليوم بقيادتها الحكيمة التي جمعت الخبرة العريقة والشباب النابض. حفظ الله بلادنا من كل شر، ووفق الله ولاة أمرنا لما فيه خير للبلاد والعباد.