أعادت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التاريخية إلى القاهرة، مشروع نيوم إلى الواجهة مجدداً، والذي من المتوقع أن يغير خارطة المنطقة اقتصادياً وسياسياً، في المستقبل القريب. وكان ولي العهد والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد وقعا، بالأمس، اتفاقيات استثمار لتطوير أراض مصرية جنوبي سيناء، لتكون ضمن مشروع “نيوم”، في أقصى شمال غربي السعودية. استثمارات مليارية ويأتي توقيع الاتفاقيات في إطار الزيارة التي يقوم بها حالياً إلى القاهرة، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ويعد “نيوم” مشروعاً سعودياً واعداً لمدن المستقبل، أطلقه الأمير محمد بن سلمان، في 24 أكتوبر 2017، ويقع في أقصى شمال غرب السعودية، ويشمل أراضي داخل الحدود المصرية والأردنية. وفي إطار الزيارة، أسست السعودية ومصر صندوقاً مشتركاً بالمناصفة بما تزيد قيمته عن 10 مليارات دولار، (حصة المصريين منها الأراضي المؤجرة لمدد طويلة) للاستثمار في الأراضي الواقعة في الجانب المصري ضمن مشروع “نيوم”. وتعتبر اتفاقية الاستثمار الموقعة بين الطرفين متفرعة عن اتفاقية صندوق الاستثمار السعودي المصري المشترك. اتفاقيات بيئية كما وقَّع البلدان اتفاقية بيئية تعد جزءاً من الاستراتيجية السعودية قبل شروعها في البدء في مشاريع البحر الأحمر. والاتفاقية عبارة عن بروتوكول لحماية البيئة البحرية والحد من التلوث للمحافظة على الشعب المرجانية والشواطئ، والاتفاق على ضوابط ملزمة لمنع التلوث البصري. نقاط جذب سياحية وتعتزم المملكة إنشاء سبع نقاط جذب بحرية سياحية في البحر الأحمر، في “نيوم”، ما بين مدن ومشاريع سياحية. وتعمل أيضاً على إنشاء 50 منتجعاً على البحر الأحمر و4 مدن صغيرة في مشروع البحر الأحمر، الذي أعلنت عنه الرياض مؤخراً. كما ستقوم بتطوير المناطق بين “نيوم” ومشروع البحر الأحمر، وخلق 3 وجهات سياحية أخرى بين جزر وشواطئ. وتعتزم المملكة إنشاء أكثر من 15 واجهة بحرية ومئات المنتجعات. وفي الجانب الأردني ستركز الأردن على تطوير العقبة ضمن استثمارات أردنية-سعودية. وفي مصر سيتم التركيز على نقطتي جذب هما شرم الشيخ والغردقة، وستعمل مصر على تطويرهما وإنشاء نقاط جذب جديدة. استقطاب الشركات وستعمل السعودية بالتعاون مع مصر والأردن على استقطاب شركات الملاحة والسياحة الأوروبية العاملة في البحر المتوسط خلال فصل الصيف، للعمل بعد الصيف في البحر الأحمر. وتتفاوض السعودية الآن مع أكثر من 7 شركات سياحة وملاحة سياحية بهذا الخصوص. وحسب الدراسات، يتدنى الطلب على الرحلات لمعظم شركات الملاحة والسياحة الملاحية العاملة في البحر المتوسط بعد الصيف، ويغلق بعضها إلى الصيف المقبل، أو ينتقل بعضها للعمل في الكاريبي والمحيط الهندي، لكنهم يواجهون منافسة حادة وتباعد في نقاط الجذب في المحيط الهندي. ووفق الخطط، فالمسافة في النقاط الجاذبة في البحر الأحمر لن تزيد أكثر من 3 ساعات، في أجواء ممتازة خلال الشتاء. وضمن الخطط أيضاً اجتذاب سوق إبحار اليخوت وإنشاء المارينا المتخصصة في المنتجعات الجديدة في البحر الأحمر. اتفاقيات واعدة يذكر أن ولي العهد والرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، شهدا، مساء أمس، توقيع ثلاث اتفاقيات ومذكرة تفاهم استثمارية بين البلدين في عدد من المجالات. وجاءت الاتفاقيات على النحو التالي: 1- اتفاقية تعاون في مجال حماية البيئة والحد من التلوث بين وزارة البيئة في جمهورية مصر العربية، ووزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية، وقعها من الجانب السعودي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفصلي، ومن الجانب المصري وزير البيئة الدكتور خالد فهمي. 2- الاتفاق المعدِّل لاتفاق إنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي في جمهورية مصر العربية، وقعها من الجانب السعودي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعد بن سعيد، ومن الجانب المصري وزيرة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر. 3- مذكرة تفاهم بشأن تفعيل الصندوق السعودي المصري للاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي في جمهورية مصر العربية، وقعها من الجانب السعودي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعد بن سعيد ومن الجانب المصري وزيرة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر. 4- برنامج تنفيذي للتعاون المشترك لتشجيع الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في جمهورية مصر العربية، والهيئة العامة للاستثمار في المملكة العربية السعودية، وقعها من الجانب السعودي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، ومن الجانب المصري وزيرة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر. بعد ذلك أقام فخامة رئيس الجمهورية المصرية مأدبة عشاء تكريمًا لسمو ولي العهد والوفد المرافق له.