وصل- بحفظ الله- الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى القاهرة، مساء اليوم، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام يلتقي خلالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وكبار المسؤولين. وتأتي الزيارة بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين، واستجابة للدعوة المقدمة لسموه من فخامة رئيس جمهورية مصر العربية. أجندة المباحثات: ومن المرتقب أن يتم التباحث حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على رأسها تطوير العلاقات الثنائية ومكافحة الإرهاب والقضايا العربية والإقليمية الهامة. يذكر أن حجم التبادل التجاري بين المملكة ومصر بلغ 2.6 مليار دولار في 2017، فيما تخطت الاستثمارات السعودية في مصر 6.1 مليار دولار. حجم الاستثمارات: وتمثل الاستثمارات السعودية في مصر 29% من حجم الاستثمارات العربية البالغة 20 مليار دولار، فيما يبلغ حجم الاستثمارات المصرية في المملكة 1.1 مليار ريال عبر أكثر من 1000 مشروع في كافة المجالات. وتحتل السعودية المركز الأول عربيًّا بين المستثمرين في مصر والثاني عالميًّا بما يعكس متانة وقوة العلاقات بينهما. وتشترك مصر والسعودية في تنفيذ العديد من المشروعات يأتي على رأسها مشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة، في إطار منظومة الربط باستثمارات تبلغ 1.5 مليار دولار، ومشروع لإقامة جسر عملاق يربط بين البلدين عبر البحر الأحمر ليربط مدينة شرم الشيخ، برأس حميد في منطقة تبوك، مما يتيح تأمين تنقل أفضل للمسافرين بين البلدين من الحجاج والمعتمرين والسياح والعمالة بين البلدين. علاقات متميزة: وتمثل العلاقات السعودية المصرية نموذجًا يُحتذى به في العلاقات الدولية، حيث دأبت القاهرة والرياض على التفاهم المشترك في كل القضايا العربية، وهناك تطابق في وجهات نظر الدولتين حول العديد من القضايا في المنطقة. أكدت الرئاسة المصرية، أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، اليوم الأحد، من الزيارات المهمة جدًّا؛ لأنها أولى الزيارات الخارجية له منذ توليه منصب ولاية العهد. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة، السفير بسام راضي، خلال تصريحات إعلامية، أن زيارة ولي العهد بمثابة محطة تاريخية إضافية، تضاف إلى مسيرة العلاقات بين مصر والمملكة، مضيفًا أن الزيارة ستتضمن عددًا من الزيارات الميدانية للمناطق التي تشهد تنمية في مصر. ولفت راضي إلى أن الزيارة ستشهد عددًا من المباحثات الثنائية، متابعًا أن المملكة تضم أكبر عدد من المستثمرين في المنطقة، وهي أيضًا أكبر دولة عربية تستقبل عمالة من الخارج. زيارة تاريخية: يذكر أن هذه ليست الزيارة الأولى لولي العهد للقاهرة، بل سبقها أربع زيارات قبل توليه منصب ولي العهد، وكان آخرها شهر إبريل 2016 لتوقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم أهمها إنشاء منطقة تجارة حرة في سيناء، وكان منصبه وقتها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع. وكانت أول زيارة في إبريل 2015، وجاء وقتها كوزير للدفاع ورئيس الديوان الملكي والمستشار الخاص للملك سلمان بن عبدالعزيز؛ وذلك لإجراء مباحثات مع وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي. أما ثاني زيارة كانت في يوليو 2015؛ وذلك للاتفاق على آليات تنفيذية عرفت ب”إعلان القاهرة”، خلال تقلده منصب ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع. وجاءت الزيارة الثالثة لمصر في ديسمبر 2015 بنفس منصب الزيارة الثانية، ولكن هدفها كان مختلفًا؛ حيث جاء لإطلاق ومتابعة أعمال المجلس التنسيقي الثاني لإعلان القاهرة. السيسي يحتفي بالضيف الكبير: وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مقدمة مستقبلي ولي العهد في مطار القاهرة، وفي إجراء يعكس متانة العلاقات بين البلدين، كسر الرئيس السيسي، قواعد البروتوكول كي يستقبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عند سلم الطائرة. ولم ينتظر السيسي عند المكان المحدد له حتى يصل ولي العهد، بل بادر بقطع المسافة على عجل كي يستقبل ولي العهد عند سلم الطائرة في تصرف يعكس المكانة الكبيرة التي تكنها مصر لولي العهد. وتتضمن مراسم الاستقبال الرسمي وقوف الرئيس المضيف قرب طائرة الضيف التي يصعد إليها رئيس المراسم وسفير دولته لاصطحابه إلى مكان الرئيس المضيف الذي يصافحه ويصطحبه إلى منصة الشرف، حيث يتم عزف السلام الوطني لدولة الضيف أولًا ثم للدولة المضيفة، ثم يتم استعراض حرس الشرف ومصافحة كبار المستقبلين.
ولي العهد يصل العاصمة المصرية #القاهرة في زيارة رسمية لجمهورية #مصر العربية تلبية لدعوة من الرئيس المصري.#ولي_العهد_في_القاهرة pic.twitter.com/PuDh41wJ44 — بدر العساكر B.Asaker (@Badermasaker) March 4, 2018