الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, فكما هو معلوم فصل الشتاء فصل قاسٍ وصعب على البعض خاصة الأطفال وصغار السن فهؤلاء الأكثر تعرضاً للأمراض من غيرهم في الشتاء, فكان لزاماً وضع بعض النصائح والتوجيهات لعل الله ينفع بها الجميع، سائلة الله أن يحمي جميع أطفالنا وأن يديم على الجميع الصحة والعافية. سواء جلب الشتاء العواصف الشديدة، الأمطار، أو درجات الحرارة الباردة فقط، فإن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP) تقدم بعض النصائح القيمة حول كيفية الحفاظ على أطفالك بدفء وأمان. اللباس قم بتغطية الرضع والأطفال بملابس دافئة خصوصًا عند الخروج. ويفضل استخدام عدة طبقات رقيقة من الملابس القطنية لحفظ الطفل جافًا ودافئًا. ولا ننسى الأحذية الدافئة وأن تكون متسعة بما يكفي للجوارب مع القدرة على تحريك الأصابع، وكذلك القفازات والقبعة. وبحكم التجربة الأطفال الرضع والأطفال الصغار في السن يفضل إلباسهم طبقة إضافية من الملابس عما يلبسه الكبار في نفس الظروف. البطانيات والألحفة والوسائد وغيرها من الفرش الفضفاضة يمكن أن تسهم في متلازمة موت الرضيع الفجائي (SIDS ) ويجب أن تبقى بعيدة من بيئة نوم الرضيع ويفضل ملابس نوم دافئة من قطعة واحدة أو البطانيات التي يمكن ارتداؤها. إذا كان من الضروري استخدام بطانية للحفاظ على الرضيع دافئًا، فإنه ينبغي أن تكون أطراف البطانية مثنية تحت المرتبة بشكل جيد، وأن تغطي أقدام الرضيع وصولاً إلى منتصف الصدر فقط، حتى لا تغطي وجه الرضيع وتسبب الاختناق لا سمح الله. انخفاض حرارة الجسم انخفاض حرارة الجسم يتطور عندما تنخفض درجة حرارة الطفل عن المعتاد بسبب التعرض لدرجات برودة أكثر. وغالبًا ما يحدث عندما يلعب الطفل في الهواء الطلق وفي الطقس البارد للغاية من دون ارتداء الملابس المناسبة أو عندما تصبح الملابس رطبة. ويمكن أن يحدث بسرعة أكبر عند الأطفال منه عند البالغين. عندما يحدث انخفاض في حرارة الجسم، يلاحظ حصول علامات مثل الرجفة, التلعثم في الكلام, الخمول وضعف الحركة وقد يصل إلى فقدان الوعي وللأسف تستمر درجة حرارة الجسم في الانخفاض إذا لم يتدارك الطفل في الوقت المناسب. إذا كنت تشك في انخفاض درجة الحرارة، فاطلب النجدة, وحتى وصول المساعدة قم بأخذ الطفل إلى الداخل، وإزالة أي ملابس مبللة، ولف عليه البطانيات أو الملابس الدافئة. قضمه الصقيع يحدث عندما يجمد البرد الأطراف الخارجية. وهذا يميل إلى الحدوث على الأطراف مثل أصابع اليدين والقدمين والأذنين والأنف، قد يصبح العضو شاحب اللون، أبيض كان أو رماديًا أو قد يتقرح، في نفس الوقت قد يشكو الطفل أن بشرته تحرق أو أصبحت مخدرة. في حالة حدوث الصقيع يجب جلب الطفل إلى الداخل ووضع أجزاء جسده المتضررة في الماء الدافئ (وليس الساخن). ينصح بحدود 40 درجة مئوية, حوالي درجة حرارة معظم أحواض المياه الساخنة) ويمكن تطبيق مناشف دافئة على الأنف والأذنين والشفتين. مع الحرص ألا تفرك المناطق المجمدة. بعد بضع دقائق، قم بتجفيف وتغطية الطفل بالملابس والأغطية المناسبة, كما يمكن تقديم مشروب دافئ. إذا استمر التنميل لأكثر من بضع دقائق، فيجب استدعاء الطبيب. الصحة بالشتاء إذا كان طفلك يعاني من نزيف في الأنف في فصل الشتاء، حاول استخدام مرطب الهواء البارد في غرفة الطفل ليلاً. قطرات الأنف المالحة أو الفازلين قد تساعد على الحفاظ على الأنسجة الأنفية رطبة. إذا حصل نزيف شديد أو متكرر، فاستشر طبيب الأطفال. العديد من أطباء الأطفال يشعرون بأن الاستحمام مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع عادة ما يكفي للرضع في السنة الأولى من العمر، وكما هو معروف فإن الحمامات الأكثر تواترًا قد تجفف البشرة وتثير حساسية الجلد، وخصوصًا خلال فصل الشتاء. الطقس البارد لا يسبب نزلات البرد أو الإنفلونزا, لكن الفيروسات التي تسبب نزلات البرد والإنفلونزا تميل إلى أن تكون أكثر شيوعًا في فصل الشتاء، وكذلك تكثر عندما يكون الأطفال في المدرسة وعلى اتصال وثيق مع بعضهم البعض, لذلك غسل اليدين بشكل متكرر وتعليم طفلك أن يغطي أنفه وفمه عندما يعطس أو يسعل قد يساعد على التقليل من انتشار نزلات البرد والإنفلونزا. يجب على الأطفال فوق 6 أشهر من العمر الحصول على لقاح الإنفلونزا للحد من مخاطر الإصابة بالإنفلونزا. الشتاء والأنشطة الرياضية وضع حدود زمنية معقولة على اللعب في الهواء الطلق لمنع انخفاض حرارة الجسم وقضمه الصقيع. والحرص على إدخال الأطفال للداخل دوريًا للتدفئة وتغيير الملابس المبللة وشرب المشروبات الدافئة. الحماية من الحرائق الشتاء هو الوقت الذي تكثر فيه الحرائق المنزلية. لذلك هذا هو الوقت المناسب أن نتذكر أهمية: – شراء وتركيب أجهزة إنذار الدخان في كل طابق من منزلك. – اختبار أجهزة الكشف عن الدخان شهريًا. – التأكد من توفير طفايات حرائق مناسبة للمنزل والتأكد من مدة صلاحيتها. – التدريب العملي على إطفاء الحرائق مع أطفالك. – تثبيت جهاز الكشف عن أول أكسيد الكربون خارج غرف النوم. السلامة في فصل الشتاء نصائح للآباء والأمهات الشتاء هو موسم عظيم للأنشطة في الهواء الطلق، والنصائح التالية تساعد الآباء والأمهات والأطفال على التمتع بالأنشطة في فصل الشتاء بأمان. بشكل عام : – يجب على الأطفال عدم اللعب في الخارج وحدهم, ويفضل إنشاء فريق مع الأصدقاء. – يجب على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 8 سنوات أن يكونوا دائمًا تحت إشراف جيد داخل وخارج المنزل. وينطبق هذا على الأطفال الأكبر سنًا الذين يلعبون في الهواء الطلق لفترة طويلة. – يجب التحقق لمعرفة أن طفلك دافئ وجاف، وكذلك يجب على الأطفال الأصغر سنًا أخذ فترات راحة منتظمة والدخول لتناول مشروبات دافئة. – لا ترسل الأطفال خارجًا في الظروف الجوية القاسية مثل الأمطار والعواصف الثلجية. – لا ترسل طفلك خارجا للعب إذا تم الإبلاغ عن درجة حرارة منخفضة جدا أو رياح باردة. – مساعدة الأطفال على اختيار مناطق اللعب مع المأوى الدافئ القريب مثل القرب من المنزل أو منزل أحد الأصدقاء. الملابس – إبقاء إقدام طفلك ويديه دافئة. – إلباس طفلك في طبقات من الملابس التي يمكن وضعها عليه وخلعها بسهولة. – ارتداء قبعة لأن الكثير من حرارة الجسم تفقد خلال الرأس. – الحفاظ على تغطية الأذن في جميع الأوقات لمنع قضمه الصقيع. – ارتداء قفازات تغطي الأصابع من أجل الحفاظ على الدفء ومنع قضمه الصقيع. – ارتداء الأحذية الدافئة التي لها متسع بما يكفي لإضافة زوج من الجوارب إضافي والحرص على القدرة على تحريك الأصابع. – إزالة الأشرطة من الملابس التي يمكن أن تعلق في الأشياء أثناء اللعب وتسبب السقوط أو الإصابات. – إبقاء العنق دافئًا بقمصان عالية الرقبة بدلاً من وشاح لمنع الاختناق. – بعد اللعب يجب إزالة الملابس الرطبة والأحذية على الفور. اللعب – اختيار مناطق اللعب بعيدًا عن الطرق وتجمعات المياه. – أخذ الحيطة والحذر عند عبور الطرق لأنه قد يكون من الصعب للسائقين رؤية الأطفال الذين يلعبون إذا كان لديهم نوافذ ضبابية أو متجمدة أو متسخة بعد الأمطار. – لا تبني حصون (الثلج أو الرمل) أو الأنفاق التي يمكن أن تنهار وتخنق الطفل – لا تأكل الثلوج التي يمكن أن تكون قذرة. إدارة مرض السكري في فصل الشتاء نصائح السلامة: – سكري الأطفال « أكثر احتمالاً في فصل الشتاء» الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة لديهم فرصة أكبر لظهور داء السكري من النوع الأول في فصل الشتاء. ويعتقد العلماء أن الاختلافات في نسبة السكر في الدم خلال أشهر الشتاء الباردة أو زيادة عدد الأمراض المعدية خلال فصل الشتاء يمكن أن تكون جزءا من المسؤولية عن هذا الارتباط. ووجد الباحثون هذا الاتجاه أكثر انتشارا في الأولاد المعرضين للمرض. – الصلة بين أشهر الشتاء ومرض السكري النوع الأول قد اقترحت من قبل ومع ذلك فإن البحث الأخير هو أول من أشار إلى اتصال علمي مقنع بناء على أحدث الأبحاث والتي أجريت على 31000 طفل في 105 مراكز في أنحاء 53 دولة. السيطرة على مرض السكري لديك فصل الشتاء غالبًا ما يصل قبل 21 ديسمبر، وهو اليوم الرسمي الأول لفصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي. إذا كنت تعيش في مناخ أكثر برودة فإن إدارة مرض السكري يمكن أن يكون تحديًا إضافيًا. وكذلك نزلات البرد والإنفلونزا، والتغيرات في النظام الغذائي وممارسة الرياضة قد تجعل إدارة السكر في دمك أكثر تحديًا. ولكن يمكنك اتخاذ احتياطات معينة للبقاء في صحة جيدة وآمنة خلال موسم الشتاء. البرد والإنفلونزا للمساعدة على تجنب الإصابة بالبرد أو الإنفلونزا : – الحصول على لقاح الإنفلونزا. – الاهتمام بغسل اليدين بشكل متكرر قبل وبعد الأكل والحمام واللعب وبعد العطس أو السعال. – الحرص على عدم تكرار استعمال المناديل, والتخلص منها بشكل صحيح. – الحرص على فصل الأطفال المصابين عن الأصحاء وخصوصا وقت النوم. وعند المرض، التأكد من الحصول على الراحة الكافية. وشرب الكثير من السوائل، واختبار نسبة السكر في الدم على نحو أكثر تواترا تقريبا كل 4 ساعات، وفحص الكيتون في البول عند وجود ارتفاع في سكر الدم. تجنب إلغاء جرعة الأنسولين والتذكر دائما بأن الطفل أثناء المرض يحتاج إلى المزيد من الأنسولين وليس العكس. البقاء دافئاً – ارتداء طبقات إضافية من الملابس، وتغطية رأسك، وارتداء القفازات. – الحفاظ على قدميك دافئة وحمايتها بارتداء أحذية مريحة وجوارب، وهو أمر مهم خاصة إذا كان لديك مشاكل في الدورة الدموية. – حماية الأجهزة- ابق جهاز رصد الجلوكوز في الدم – ومضخة الأنسولين إذا كنت ترتدي واحدة – على مقربة من جسمك لإبقائها دافئة. تناول الطعام بشكل جيد – موسم العطلات والبرد يجعلها أكثر إغراء لتبتعد عن خطة النظام الغذائي الخاص بك ولكن اتباع نظام غذائي صحي هو أمر مهم بالنسبة للجميع وليس فقط أولئك الذين لديهم مرض السكري, لذلك بصفة عامة يجب أن تضع في اعتبارك المدى المسموح لنوعيات وكميات الطعام والحرص على تناول المزيد من الحبوب والفواكه والخضراوات المتوفرة في الموسم. ممارسة النشاط البدني في الشتاء الأيام قصيرة والليالي طويلة في المناخات الشمالية، مما يجعل من الصعب الذهاب للنزهة عندما تصل إلى المنزل من العمل. ولكن للبقاء على المسار الصحيح تحتاج: – البحث عن سبل إدراج الرياضة في ممارسة العمل اليومية. – الانضمام إلى الصالة الرياضية لممارسة الرياضة. – محاولة مزاولة الأنشطة التي يمكنك القيام بها في المنزل أثناء مشاهدة التلفزيون أو الاستماع إلى برامجك المفضلة مثل المشي على السير الكهربائي أو ركوب الدراجة الثابتة أو تمارين الاستطالة وأيضا المشي صعودا ونزولا على الدرج في منزلك. السفر الطقس في فصل الشتاء يمكن أن يعطل خطط السفر الخاصة بك ويحتمل أن تؤثر على إدارة مرض السكري, مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها توصي بحفظ ما يلي في عدة طوارئ السفر في فصل الشتاء: – الهاتف الخلوي مع الشاحن, خارطة الطريق والبوصلة. – مصباح يدوي، وبطاريات إضافية. – المياه الكافية والوجبات الخفيفة (وقطع السكر أو العسل أو العصير- لحالات الانخفاض) – الملابس والقفازات, الجوارب, والقبعات, والبطانيات. – بطاقات تعريفية بأن الشخص مصاب بالسكر، وخطوات مبسطة لكيفية التعامل في حال وجد فاقدا للوعي. وأن يتم وضعها في جيب المريض, وفي أماكن مختلفة من السيارة وفي حقيبة الإسعافات الأولية وكذلك في حقيبة الأنسولين. – حقيبة حفظ الأنسولين: أن تكون بمواصفات جيدة وواسعة ويتم وضع جميع الأدوية في الأماكن المخصصة ويوضع 50-100% على ألا تقل زيادة في الأدوية عن المدة المحددة. وكذلك أخذ ما يلزم من إبر ووخزات ومسحات طبية. – جهاز فحص السكر مع أشرطة الفحص. – أشرطة اختبار الكيتون في البول أو الدم. – إبرة الانخفاضات – جلوكاجون. للاستخدام في حالات الطوارئ. – حقيبة الإسعافات الأولية وأن تكون مجهزة بكميات كافية من الضمادات واللاصق الطبي ومقص معقم ومضاد حيوي موضعي ومرهم حروق ومطهر جروح. كآبة الشتاء الطقس في فصل الشتاء يمكن أن يؤثر على المزاج والعواطف لذلك يمكن لممارسة الرياضة، وتناول الطعام الصحي والمشاركة الاجتماعية مع الآخرين أن تساعد على الحفاظ على معنوياتك. إذا كنت تواجه مشكلة مع الاكتئاب فاطلب المساعدة. وقم بالتحدث إلى شخص ما مثل صديق مقرب أو مقدم الرعاية الصحية الخاص بك. وأخيراً احرص دائمًا على التخطيط السليم الذي يجنبك بإذن الله المشاكل والمتاعب. وناقش جميع أسئلتك مع الفريق الطبي المختص. سائلة الله تعالى أن يحمي الجميع من أضرار الشتاء وخاصة الأطفال ودمتم بصحة وسلامة من الله تعالى. *- استشاري غدد صماء وسكري للأطفال مستشفى القوات المسلحة بالقصيم