تتواصل الاحتجاجات الشعبية في إيران، لليوم السابع على التوالي، ليرتفع معها سقف المطالب أيضًا، بعدما فشل نظام الملالي، في احتواء المتظاهرين على السياسات الداخلية والخارجية، التي كرست كل جهودها في دعم الإرهاب والمليشيات الطائفية في بعض الدول العربية. وقتل النظام الإيراني، خلال الأيام السبع الأولى من الاحتجاجات، 22 مدنيًّا، طالبوا بالعيش في وطن يهتم لأبنائه وكرامتهم، ويقيم العدالة الاجتماعية بينهم، وينهي مظاهر الفساد والاستيلاء على الأموال، وتجويع الشعب وحرمانه من حقوقه الأساسية. ولم تخلُ محاولات نظام الملالي إخماد الثورة عليه، من عمليات اعتقال وتعذيب للمتظاهرين، إذ بلغ عدد من دخلوا السجون خلال الأسبوع الأول من اندلاع الاحتجاجات ألف مدني إيراني، كانوا ممن حملوا لافتات بإسقاط الملالي، ورددوا هتافات مناوئة للمرشد، وسياسات الدولة الطائفية الفاسدة. “المواطن“، تقرأ المشهد الإيراني، بغية استشفاف مصير الاحتجاجات التي انفجرت في كل المدن الإيرانية، وشملت حتى المدن التي كانت تعتبر من معاقل نظام ولاية الفقيه، مثل قم ومشهد، وهو الأمر الذي يعدُّ مؤشرًا واضحًا على أنه لم يعد لهذا النظام الإرهابي مكان في مستقبل إيران. الوطن مطلب الإيرانيين: عبارات ردّدها المتظاهرون في إيران، تكشف أنَّ مطلبهم يتلخّص في وطن يعيشون فيه بسلام، وينالون منه حقوقهم كما يؤدّون واجبهم تجاهه، ومن الشعارات التي رفعها المتظاهرون، كان “لا غزة ولا لبنان أرواحنا فداء إيران”، الأمر الذي يؤكّد للقارئ أنَّ الإيرانيين يفتقدون وطنية النظام الحاكم فيهم، والذي سخّر الأموال كافة لدعم الميليشيات الإرهابية، والحصول على ولائها بغية السيطرة على العالم العربي، وتصدير ثورته الإسلامية المزعومة. وركّز المتظاهرون، على ضرورة إسقاط القيادة الدينية ونظام ولاية الفقيه، بما في ذلك المرشد علي خامنئي، لاسيما بعدما عاشوا قرابة الأربعين عامًا، في ظل تدهور الأوضاع الاجتماعية والإنسانية والحكومية. معاناة الإيرانيين قبل الاحتجاجات: ومن بين ما عاناه الإيرانيّون خلال حقبة حكم نظام الملالي، ترصد “المواطن“: * الفساد وسوء الإدارة: وهي أمور كان روحاني قد حذر بنفسه من مخاطرها. * ارتفاع معدل التضخم: إذ وصل إلى 8%، بعدما فشل الاتفاق النووي ورفع العقوبات الاقتصادية، في تراجع التضخم بالوتيرة المطلوبة. * السخط على الحكومة: أظهرت الشعارات التي أطلقها المتظاهرون ضد روحاني مثل “الموت لروحاني” و”الموت للديكتاتور” سخطهم على الحكومة. * السياسة الخارجية: أظهرت شعارات أطلقها المحتجون معارضتهم للتدخل في سوريا، ودعم طهران لحزب الله وحماس. ورفع المتظاهرون شعارات “لا غزة، لا لبنان، حياتي في إيران”. وهذا تعبير عن غضب بعض الإيرانيين، الذين يرون أن حكومة بلادهم تركز جهودها وأموالها على القضايا الإقليمية، عوضًا عن التركيز على تحسين ظروف مواطنيها. ما هو مصير الاحتجاجات؟ ويطرح سؤال “إلى أين يمكن أن تصل الاحتجاجات في إيران؟” نفسه بقوّة، بعد مرور 7 أيام على التظاهر ضد نظام ولاية الفقيه، التي أسقطت قناعه ، لاسيما بعدما مزقت صور خامنئي، ودهسها المتظاهرون تحت أقدامهم، الأمر الذي يؤكّد أنَّ هذا النظام لا يملك شعبية أو رصيدًا في إيران، لا من القوميات ولا حتى من الشيعة، حيث يدعي أنّه ينصرهم ويقف معهم. كل أموال النظام أنفقت على الإرهاب، وترك الشعب طيلة 38 عامًا جائعًا، لذا لا رجعة في الانتفاضة، وستصل إلى نتائج كبيرة إذا لم يسقط النظام. ولمن لا يعرف نظام الملالي، فعليه أن يتوقّع قريبًا، حوادث اغتيالات وحوادث أمنية؛ لأنَّ البلد ضخم، وسيحاول النظام عسكرة الانتفاضة مثل عسكرة الثورة السورية، بغية سحبها إلى الجبهات، وتحويلها إلى مظهر إرهابي، لا حقوقي، بينما يحاول الثوار تجنب المواجهة، والنظام يرد بالرصاص. هل سنرى استقالات جماعية؟ لن تهدأ الاحتجاجات دون تنازلات، وهو ما يطرح تساؤل “كيف سيتعامل خامنئي مع الموضوع؟”، لاسيما مع انتشار أنباء عن إمكان التضحية بإحدى أوراقه لسحب فتيل امتداد الاحتجاجات، وهو ما قد يرجّح كفّة اتخاذ سلسلة إجراءات مثل تجميد رفع الأسعار، وإعادة بعض المساعدات، ومعالجة مشكلة شركات أفلست. كما أنَّ هنالك احتمالات مفتوحة، لاستقالات جماعية في الحكومة، وهي وسيلة للعب على عقلية الشباب، وكسب البعض منهم لإخماد الثورة.