بفضل من الله لم ولن ينجح طامع أو حاقد على اختراق اللحمة الوطنية الداخلية للمملكة.. ولن يفلحوا لا على مستوى القيادة ولا على مستوى الشعب.. نحمد الله أولًا ثم نحمده جل وعلا على حنكة القيادة المتوكلة على ربها في عزمها بوعي مستنير وإصرار لا يلين على الاستمرار في ترسيخ الأمن والعدل والاستقرار، وفي المضي قدمًا بالأخذ بأسباب النمو والازدهار.. نحمده ونشكره اليوم كما كنّا نحمده كل يوم، على وحدة الكلمة، وتراص الصفوف خلف هذه القيادة الرشيدة لهذه الدولة التي نذرت نفسها لخدمة الدين الحنيف والحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، كما نذرتها لخدمة الوطن والمواطن وكذلك المقيم على أرضها.. والمحتاج خارج أرضها. يقف الشعب السعودي بفخر واعتزاز وهو يتفاعل مع العمل الدؤوب في أرجاء وطنه لتطويره، وتجديد شبابه، وحماية حدوده، وترسيخ قيمه العربية الإسلامية، وتعزيز مفاهيم المواطنة الحقة فيه.. يقف خلف قيادته ليساهم في صنع مستقبلهم بمواصفات عالمية. بكل ثقة ضافية، وبكل قناعة صافية، يقف السعوديون والسعوديات شبابًا وشيبًا، مع قيادة عرفوا أن ديدنها الحزم والعزم وهي تسعى لتوحيد صفوف الجبهتين العربية والإسلامية لمجابهة مشاريع الحقد ومخططات الأعداء. يتابع السعوديون بإعجاب وامتنان نجاح تحركات مليكهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- ويدركون جهوده المضنية وتواصله المستمر بحكمة الخبير وهيبة الكبير مع قادة العالم بهدف المحافظة على مكتسبات الأمة ودرء المخاطر والشرور عنها.. كما يتابعون وهم الذين يشكل الشباب السواد الأعظم منهم، بإعجاب وشغف ولي عهده الأمين ذلك القائد الشاب الطموح الأمير محمد بن سلمان الذي نجح بامتياز في توجيه وتركيز أنظار العالم لوطنهم من خلال رؤيته 2030 ومضامينها المستقبلية المضيئة. كل يوم تسوق المشاهدات في “السعودية الجديدة” الأمثلة العملية على أنها امتداد للأصالة والعراقة والخلق العربي الإسلامي القويم.. وكل منصف يلحظ في كل مثال فشل سعاة الفرقة وأرباب التدليس في الترويج لأكاذيبهم المغرضة، ومن تابع على شاشات التلفاز فعاليات سباق الخيل على كأس سمو ولي العهد، شاهد بعينه لحمة الأسرة السعودية المالكة بتواجد أصحاب السمو الأمراء وكيف جسدوا بتلقائية رائعة جبلتهم المغروسة فيهم من الآباء والأجداد. وبعد انتهاء الحفل وما احتواه من أمثلة مهيبة تبعث على الاعتزاز والافتخار، نقلت لنا وسائل التواصل الاجتماعي وصول ولي عهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وبمعيته صاحب السمو الملكي وزير الداخلية إلى منزل أسرة مواطن لتقديم واجب العزاء في فقيدهم يرحمه الله، في مثال جديد وفوري للتلاحم بين أفراد الأسرة السعودية الكبيرة.. تلاحم القيادة والشعب في السراء والضراء. السعوديون- يا سادة- انهمكوا بالتحرك بثبات نحو مستقبل واعد.. من صلب العزة ورحم العراقة بدؤوا خطواتهم الحثيثة ووثباتهم المدروسة نحو المكانة اللائقة بهم بين الأمم المتقدمة.. بهمة تنشد القمة يواصلون المسير بإيقاع عصري يفرح الشقيق ويطمئن الصديق ويكبح المعتدي.. مسيرة وطن في صناعة المعروف وإغاثة الملهوف، تحركت عجلات طموحها المشروع نحو الغد المشرق الزاهر.. حراك أدركه العارفون مما جعلهم يطلقون على المملكة ب”السعودية الجديدة”. حراك السعودية والسعوديين قوامه نفاذ البصيرة.. التخطيط السليم.. الوضوح والشفافية، تكريس دور مؤسسات الدولة والارتقاء بأدائها ونبذ الفرقة، إلى جانب خدمة المواطن ومراعاة مصالحه الآنية والمستقبلية، ومكافحة الفساد والضرب بيد العدل على الإرهاب والعابثين بمقدرات الوطن والمواطنين.. مهمة وطنية جليلة لا تقاعس ولا مكان للمتقاعسين فيها. مملكة التؤدة والصبر والتسامي فوق الصغائر، لن تتخلى عن حلمها وحكمة شيوخها ومثابرة شبابها وتحقيق طموحات شعبها… لكنها- كما هي عادتها- لن تتسامح مع مهددات أمنها، أو التعدي على مصالحها.. تدرك مسؤوليتها عن كل فرد في مجتمعها، كما تدرك وتفتخر بقيامها بمسؤولياتها العربية والإسلامية والتزاماتها الدولية والإنسانية. من حقنا- يا سادة- أن نحتفي بوطننا وبقيادتنا وبشعبنا وبتلاحمنا وبميزانيتنا الأضخم بتاريخ بلادنا.. من حقنا أن نحتفي ونعمل نحو مستقبلنا بلا كلل ولا ملل.. ومن حقنا- بلا جدال- أن نترك الحسرات والمرارات لمصدري الثورات، وللساعين لتوسيع رقعة الأوهام والدمار في بلداننا.. نتركهم غير مأسوف عليهم في مأزق من أمرهم لا أقام لهم الرحمن شأنًا.