في أول قراراتها؛ تفاعلًا مع إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، أعلنت الخارجية البريطانية إدراج المدينة على قوائم المناطق الخطرة؛ وذلك تماشيًا مع التوقعات التي تؤكد إمكانية تسبب هذا القرار في انتفاضة ثالثة. وبحسب صحيفة “التليغراف” البريطانية، فإن المكتب الخارجي التابع لها أكد، اليوم الجمعة، أن القدس ستكون ضمن المناطق التي ستنصح البريطانيين بعدم الذهاب إليها. ويأتي هذا القرار في الوقت الذي تشهد فيه القدس الشريف تظاهرات ضخمة، وصلت إلى مستوى الاشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلية، للتنديد بالقرار الأميركي المستفز للعالم الإسلامي، والذي أكدت بريطانيا رفضه جملة وتفصيلًا خلال الساعات الماضية. و أكدت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، خلال بيان لها، أن “مصير القدس يجب أن يُقرَّر على أساس تسوية تفاوضية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ويجب أن تكون القدس في نهاية المطاف عاصمة مشتركة بين إسرائيل والفلسطينيين”. وأوضحت أن بريطانيا تعتبر القدس جزءًا من الأراضي الفلسطينية، ولا يجوز التعامل مع الأمر بشكل متفرد في هذه القضية. أتى هذا الإعلان مغايرًا عن نهج "السياسة الخارجية" الذي اتبعته الإدارات السابقة منذ عقد من الزمان، وعارض نصائح خبراء السياسة الدولية. ووصف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قرار ترامب بأنه "مؤسف"، وقال: إنه "يتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن". ومن جانبه أعرب الاتحاد الأوروبي المكون من 28 عضوًا عن "قلقه الشديد" إزاء قرار الولاياتالمتحدة دون أي مدخلات من الجانب الفلسطيني. وقالت مفوضة السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، في بيان، مساء الأربعاء: إن "تطلعات الطرفين يجب أن تتحقق، ويجب إيجاد وسيلة من خلال المفاوضات لحل وضع القدس كعاصمة مستقبلية لكلتا الدولتين".