اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب من البيت الأبيض أمس بالقدس عاصمة لإسرائيل وأمر وزارة الخارجية بالتحضير لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس وبدء التعاقد مع المهندسين المعماريين، مستكملاً بهذا القرار الذي جاء على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وعد وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور عام 1917 الذي أدى إلى قيام إسرائيل. إعلان حرب وقال الاتحاد العام التونسي للشغل في بيان: إن اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره نقل السفارة الأمريكية إلى المدينة «إعلان حرب»، ودعا «منظمات المجتمع المدني في تونس إلى التنسيق لتنظيم احتجاجات مركزية وجهوية في أقرب الآجال والتعبير بكل الطرق المشروعة عن الاحتجاج ومواصلة الضغط لمنع التطبيع مع الكيان الصهيوني». لا نؤيد القرار قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: إن ألمانيا لا تؤيد القرار، ونقل المتحدث باسم الحكومة عن ميركل قولها في تغريدة على تويتر: «الحكومة الألمانية لا تؤيد هذا الموقف لأن وضع القدس يجب أن يتحدد في إطار حل الدولتين». لا يساعد بشيء أعلنت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي أن المملكة المتحدة «لا توافق» على قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قبل التوصل إلى اتفاق نهائي حول وضعها، معتبرة أن هذا القرار «لا يساعد بشيء» في التوصل إلى السلام في المنطقة. تلبية طوحات الجانبين عبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق اليوم الأربعاء بعد اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل قائلاً: إن القرار قد تكون له تداعيات على فرص السلام. وقالت فيدريكا موجيريني مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد في بيان: «يجب تلبية طموحات الجانبين وينبغي إيجاد سبيل من خلال المفاوضات لحسم وضع القدس كعاصمة للجانبين في المستقبل». تحذير للأمريكيين ونصحت برقية بعثتها وزارة الخارجية الأمريكية لكل بعثاتها الدبلوماسية في أنحاء العالم اليوم الأربعاء كل المسؤولين بتأجيل أي سفر غير ضروري إلى إسرائيل والقدس والضفة حتى 20 ديسمبر، وجاء في البرقية التي لم تذكر سببًا للطلب «تطلب سفارة تل أبيب والقنصلية العامة في القدس تأجيل كل الزيارات غير الضرورية إلى إسرائيل والقدس والضفة الغربية اعتبارًا من الرابع وحتى 20 ديسمبر». وضع القدس يحدده التفاوض وفي المقابل أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن وضع القدس لا يمكن أن يحدد إلا عبر «تفاوض مباشر» بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مذكرًا بمواقفه السابقة التي تشدد على «رفض أي إجراءات أحادية الجانب تعرض للخطر احتمالات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، وقال: «لا يوجد بديل عن حل الدولتين»، على أن تكون «القدس عاصمة لإسرائيل وفلسطين»، وأشار إلى أنه لا توجد خطة بديلة. عاصمة فلسطين الأبدية واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن القرار يمثل «إعلانًا بانسحاب الولاياتالمتحدة من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية عملية السلام»، وقال في كلمة بثت بعد إعلان ترامب: إن هذا القرار لن يغير من واقع مدينة القدس، مؤكدًا أن المدينة هي «عاصمة دولة فلسطين الأبدية»، وخرج المئات من الفلسطينيين في مظاهرات تندد بقرار الرئيس الأمريكي، ونشرت وسائل إعلام عالمية عددًا من الصور تظهر غضب الشارع الفلسطيني الرافض للقرار، وردد المتظاهرون عددًا من الهتافات الغاضبة ضد قرار ترامب والتي تؤكد على أن القدس ستظل عربية. تدمير حل الدولتين من جهته أعلن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، يدمر أي فرصة لحل الدولتين، وقال: «للأسف، قام الرئيس ترامب بتدمير أي إمكانية لحل الدولتين أعتقد أن ترامب هذه الليلة أبعد الولاياتالمتحدة من القيام بأي دور في أي عملية سلام»، واعتبرت حركة حماس أن القرار «سيفتح أبواب جهنم» على المصالح الأميركية في المنطقة، ودعا القيادي في الحركة إسماعيل رضوان الحكومات العربية والإسلامية إلى «قطع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الإدارة الأمريكية وطرد السفراء الأمريكيين لإفشاله». أوفيت بالوعد وقال ترامب في خطابه «سأبذل كل ما في وسعي لدعم الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى مفاوضات مجدية»، وأضاف «أوفيت بالوعد الذي قطعته بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل»، قائلا إن لإسرائيل الحق في تحديد عاصمتها. وذكر أنه يجب أن يحظى أتباع الديانات الثلاث بحرية العبادة في القدس، وأضاف: إن الاستراتيجيات التي اتبعناها حول الشرق الأوسط في الماضي فاشلة، وتابع إن الرؤساء الأمريكيين رفضوا لأكثر من 20 عامًا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. تأثيرات سلبية على السلام وفي مصر قالت وزارة الخارجية: إن مصر تستنكر إعلان الرئيس الأمريكي وترفض أية آثار مترتبة عليه، وأضافت في بيان: «أكدت مصر على أن اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفًا لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال وعدم جواز القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في المدينة»، وأشارت إلى «قلق مصر من التداعيات المحتملة لهذا القرار على استقرار المنطقة، وذكرت الوزارة أن القرار ستكون له «تأثيرات سلبية للغاية» على عملية السلام. الاعتراف باطل قانونا واعتبرت الحكومة الأردنية في بيان أن اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل يشكل خرقا للشرعية الدولية والميثاق الأممي، ونقل البيان عن وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أن الشرعية الدولية والميثاق الأممي «يؤكدان أن وضع القدس يتقرر بالتفاوض، وتعتبر جميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض لاغية وباطلة». إعلان غير مسؤول وفي أنقرة وصف وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو القرار بأنه «غير مسؤول»، وقال أوغلو على تويتر: «ندين الإعلان غير المسؤول الصادر عن الإدارة الأمريكية، هذا القرار يتعارض مع القانون الدولي ومع قرارات الأممالمتحدة». فرنسا لا تؤيد القرار وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: إن قرار ترامب الأحادي مؤسف وفرنسا لا تؤيده وتابع خلال زيارة للجزائر إن وضع القدس يحدده الإسرائيليون والفلسطينيون من خلال المفاوضات.