خلق الله لنا أعيننا لنبصر العالم من حولنا، ونكون أعضاء فعالين بالمجتمع، فنحمد الله ونشكره على هذه النعمة، ونسأل الله أن يعوض من فقدها بالجنة. في عيادتي أرى كثيرًا من حالات فقد البصر بمختلف الأعمار ابتداءً من الأطفال وحتى الشيوخ الكبار. وعندما نبحث عن سبب فقدان النظر فهو في أغلب الأحيان يكون بسبب إهمال المريض وعدم فحص العين في وقت مبكر. مع العلم أنه كان من الممكن الحفاظ على النظر بمجرد اكتشاف المرض مبكرًا واتباع العلاج المناسب. وهذا ما نسميه في طب العيون “العمى الممكن وقايته”. هذه بعض الأمثلة لأمراض مسببة لفقدان البصر، والتي يمكن وقايتها من أجل الحفاظ على النظر: * الماء الأبيض * الماء الأزرق * كسل العين * اعتلال الشبكية السكري مريض الماء الأبيض يعاني من ضعف شديد بالإبصار؛ بينما من الممكن استعادة الإبصار بالعين بمجرد إزالة العدسة المعتمة واستبدلها بعدسة شفافة، ولكن إذا لم يبادر المريض بعلاج الحالة سوف تتدهور الحالة ويفقد البصر تمامًا. بالنسبة لكسل العين لدى الأطفال إذا تم اكتشافه بعد سن 7 سنوات، فإن تقوية الإبصار في العين المصابة شبه مستحيل، لحسن الحظ أن أغلب الأطفال يتم فحص نظرهم من قبل المدرسة في سن مبكرة، وفي حال فشل الطفل في امتحان الإبصار يقوم الأهل بأخذه إلى أخصائي البصريات لعمل نظارة، وهنا يتم اكتشاف إذا كان الطفل يعاني من مشاكل أخرى أو أن ضعف النظر لديه يمكن أن يتم حله بنظارة طبية فقط. أما بالنسبة للماء الأزرق أو ما يسمى بالجلوكوما، فهو مرض يسمى بالقاتل الصامت، حيث أنه يدمر العصب البصري بدون أي أعراض أو ألم، ومن أبسط طرق اكتشافه هو قياس ضغط العين، إذا كان ضغط العين مرتفع سوف يتأثر العصب البصري مع الوقت، ويؤدي ذلك إلى العمى التام. ومن الأمراض الأكثر شيوعًا في المملكة هو اعتلال الشبكية السكري، حيث يؤثر مرض السكري على الخلايا العصبية في الشبكية، وإذا لم يتم اكتشافه مبكرًا ستتدمر أنسجة الشبكية مما يؤدي إلى فقدان البصر، بينما إذا تم اكتشاف المرض مبكرًا يسهل علاجه والحفاظ على البصر. هذه بعض الأمثلة وهناك الكثير من المشاكل التي يمكن اكتشافها من قبل أخصائي البصريات الذي يعتبر أول شخص يتم زيارته عند حدوث أي تغير في النظر، اعتقادًا من المريض أن مشكلته ممكن حلها عن طريق صرف نظارة طبية فقط، وهنا يتم اكتشاف المشكلة الحقيقية حيث يقوم أخصائي البصريات باتخاذ الإجراء المناسب. نصيحتي للجميع هي التوجه لأقرب عيادة بصريات لعمل الفحص الدوري، ومن هنا نستطيع تحديد المشكلة وتوجيه المريض إلى الجهة المختصة لمعالجة العين أو التأكيد على المريض بأن عينيه في حالة صحية جيدة، وما عليه إلا المواظبة على الفحص الدوري للعين. أسأل الله الصحة والعافية للجميع.