تحول حي الفيصلية إلى جرح غائر في جسد مدينة المجاردة بتهامة منطقة عسيرجنوب غرب المملكة، فعشوائية تنفيذ المشاريع ونقص الخدمات وانعدام السفلتة في أجزاء كبيرة وغياب الإنارة وخطوط الهاتف الأرضية جعل الشيخوخة تضرب أكبر وأقدم أحياء المحافظة. ومنذ عام 1399ه تعاقب على بلدية المجاردة ستة رؤساء لم يلتفت أحدٌ منهم إلى هذا الحي الكبير حتى ولو بعمود إنارة أو بأمتارٍ بسيطة من الإسفلت. “المواطن” تجولت داخل شوارع الحي ورصدت ما يدور داخله من معاناة الأهالي، من إهمال تام من الجهات المعنية. وأوضح ل”المواطن” المواطن مرعي علي جابر الشهري -أحد سكان الحي وصاحب مكتب عقاري- أن مخطط الفيصلية هو رقم (1) ويحتوي 774 قطعة تم توزيعها منذ عام 1402ه ونفذ منه 70% ويعتبر أكبر أحياء مدينة المجاردة وأكثرها سكاناً ومساحة. ويحتوي المخطط على 9 قطع لبناء مساجد نفذ منها خمسة مساجد وجامع وحيد، ويوجد به 8 قطع مخصصة لبناء مدارس للبنين والبنات بمختلف المراحل التعليمية نفذ منها ثانوية صقر قريش للبنين ومجمع واحد للبنات ومدرسة عبدالله خياط لتحفيظ القرآن الكريم للبنين فقط. وأضاف الشهري يدخل الحي يومياً أعداد كبيرة من السيارات وباصات نقل الطلاب والطالبات وعُمر السفلتة به تزيد عن 20 عاماً وبطريقة بدائية، بل إن الكثير من الشوارع لم تكتمل السفلتة بها وبالتالي لا توجد إنارة في كثير من الشوارع؛ حتى أصبح كثير من سكان الحي يتحاشون الخروج إلى المساجد في المساء لعدم وجود إضاءة. وأشار الشهري بالقول: إن الحي يفتقر إلى كثير من الخدمات الأساسية التي يحتاج إليها السكان. وكشفت “المواطن” خلال جولتها معاناة المواطن محمد بن أحمد بن صمد إثر تعثر المشاريع التي تقوم بها البلدية. وقال: تم قص الشارع بطريقة عمودية من أمام منزلي، ولدي قطعة أرض وأصبحت معلقة بين السماء والأرض، حيث إنني خسرت عليها مبالغ طائلة ولا أستطيع البناء عليها الآن ولا حتى الدخول لها بسبب فشل أعمال مشاريع البلدية داخل الحي التي أفسدت مصالحي. وأوضح المواطن علي بن عبدالله الشهري أن إهمال الجهات والإدارات الحكومية لحاجات الحي الخدمية مثل السفلتة والإنارة والتنظيم تسبب في اختراقه من قبل العمالة المخالفة وغير النظامية الذين يمارسون العديد من المخالفات التي تؤرق السكان ومن هذه المخالفات إلقاء المخلفات والأوساخ أمام منازلهم بطريقة غير حضارية وغير صحية. وقال: اعترضنا على هذه التجاوزات لعدد من الجهات لكن دون جدوى، إضافة إلى سوء الشوارع الداخلية التي أصابتها الشيخوخة ويجد السكان صعوبة في استخدامها. وقال عدد من السكان إن الحي يحتضن منازل عشوائية لا تتوافق مع مشاريع التنمية وتطوير الأحياء العشوائية التي تشهدها منطقة عسير والمنفذة من قِبل الأمانة، فمن تقوده قدماه إلى داخل حي الفيصلية يفاجأ بالمباني العشوائية والحفر المفاجئة، فضلاً عن تراكم أكوام النفايات والأوساخ بالقرب من المنازل؛ مما جعل الحي بيئة مناسبة لتجمع القطط والفئران والحشرات الضارة، فهذه الأغنام تسرح وتمرح وتأكل من أشجار الحي، إلى جانب القطط والكلاب التي تتواجد بكثرة، ووجود السيارات التالفة التي أصبحت ملاذاً ومسكناً لها. ولأن الحي يضم عدداً من المدارس بنين وبنات يعاني أولياء الأمور بشكل يومي من سوء الطريق المؤدي إليها، حيث إن أعمال البلدية منذ آواخر 1433 ه التي تهدف إلى إصلاح عملية تصريف المياه داخل الأحياء وإعادة إصلاح السفلتة القديمة، وتعثرت تلك المشاريع حتى الوقت الحاضر، حتى أصبحت نسبة كبيرة جداً من الشوارع الداخلية للحي ترابية ومليئة بالحجارة وبالحفريات، وتركت من قِبل المقاول والبلدية التزمت أمامها بالصمت طوال هذه المدة، الأمر الذي دفع الكثير من الأهالي إلى تقديم الكثير من الشكاوى إلى وزارة الشؤون البلدية وأمانة عسير بسرعة النظر في وضع الحي الحالي. واشتكى سكان الحي من عدم وجود مركز للرعاية الصحية الأولية بالحي؛ مما يسبب لهم الكثير من المعاناة أثناء مراجعتهم للمركز الصحي الرئيسي، الذي يشهد ازدحاماً كبيراً نظير مراجعة أهالي المجاردة له، وأشاروا إلى أنهم في بعض الأيام ومن شدة الازدحام ينتهي الدوام الرسمي دون أن يتمكنوا من الوصول إلى الطبيب المعالج، مطالبين بضرورة إنشاء مركز صحي أسوة بالأحياء الأخرى في باقي المدن وإنهاء هذه المعاناة. وأضاف سكان الحي على الرغم من سوء شبكة الاتصالات للهاتف الجوال نعاني من عدم توفر شبكة هاتف أرضية، مطالبين الجهات المعنية في ذلك بسرعة التدخل وحل هذه المشكلة. ورصدت “المواطن” خلال جولتها كبينة خاصة بشركة الاتصالات مكشوفة، وقد تعرضت لنبش أسلاكها من قِبل معدات المقاولين العاملين في المشاريع البلدية. ومن جهته قال المتحدث الرسمي باسم المجليس البلدي بمحافظة المجاردة علي بن حنفان العمري ل”المواطن”: “اهتم المجلس البلدي في المحافظة بتطوير مخطط الفيصلية من بداية دورة المجلس لذا أقر المجلس تطويره بحيث يشمل التطوير تصريف المياه والسفلتة والإنارة خدمة لأهالي حي الفيصلية علماً أن المجلس البلدي قام بزيارة المخطط أكثر من مرة للتغلب على بعض الصعوبات التي صادفت البلدية”. وأضاف العمري: “ناقش المجلس البلدي في جلسته الأخيرة وضع مخطط الفيصلية والسفلتة وطلب حثّ المقاول على الانتهاء من أعمال المشروع في أسرع وقت ممكن وذلك خدمة لأهالي المخطط”.