تمارس إيران أقذر مستويات الانحدار في العلاقات الدولية، خاصة تلك التي تجمعها بالغرب، حيث فضحت صحيفة “ذا صن” البريطانية، نظام الملالي في طهران، بعد أن استخدم ورقة ضغط على بريطانيا في سبيل الإفراج عن إحدى رعاياها التي تدعى نازنين زغاري راتكليف، والتي كانت في مهمة لتدريس وتدريب بعض الصحفيين في إيران"، الأمر الذي اعتبره النظام في طهران تهديدًا لأمنه. وقالت الصحيفة البريطانية إن إيران طالبت أن تتسلم تعويضاً عن إحدى الصفقات التي لم تكتمل منذ عام 1979، وتحديدًا في أعقاب الثورة الشيعية، مؤكدة أن نظام الملالي رأى في اعتقال زغاري راتكليف فرصة كبيرة للضغط على بريطانيا من أجل إعادة جزء من أموال الصفقة العسكرية، والتي تم إلغائها في أعقاب الانقلاب على الشرعية في أواخر سبعينيات القرن الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا وافقت على تعويض طهران ب450 مليون جنيه إسترليني، كانت قيمة إحدى دفعات الدبابات البريطانية التي طلبتها طهران خلال تلك الحقبة، ما ساعد إيران على استخدام تلك الورقة للضغط على بريطانيا، وذلك بعد أن حرفت مذيعة في التليفزيون الحكومي بطهران، تصريحات أدلى بها وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، تناولت مواطنته ذات الأصول الإيرانية، نازنين زغاري راتكليف، والتي تم اعتقالها والحكم عليها بالسجن في طهران، بتهمة التآمر على نظام الحكم. واعتبرت الحكومة الإيرانية أن تأكيد وزير الخارجية البريطاني لتواجد راتكليف في إيران بمهمة تدريب الصحفيين، هو بمثابة اعتراف رسمي من أحد المسؤولين في لندن بتواجد السيدة البريطانية لأداء مهمة لا تتوافق مع المعايير الأمنية الخاصة بالبلاد. ومن ناحية أخرى، اتهمت بعض وسائل الإعلام البريطانية وزير الخارجية في بلادها، بأنه لم يكن دقيقًا في تحديده لمهام نازنين زغاري راتكليف أثناء وجودها في إيران، لاسيما وأن النظام القائم هناك يستطيع التلاعب بالكلمات واستغلال الألفاظ على النحو الذي يروق له دون الاقتراب من الحقيقة بشكل رئيسي. اعترف السيد جونسون بأنه "كان يمكن أن يكون أكثر وضوحاً" في تعليقاته حول الجانب الخيري والمجتمعي العام السيدة البريطانية البالغة من العمر 38 عامًا، مؤكدًا أسفه "إذا كانت تصريحاته قد فُهمت بشكل خاطئ".