أكد المتحدثون في الجلسة التفاعلية "مستقبل الابتكار والتحول الرقمي"، التي رأسها المهندس سامي الحصين، نائب محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة لدعم المنشآت، ضمن فعاليات ملتقى بيبان 2017، مساء اليوم الثلاثاء، على أهمية الاعتماد على التقنية الحديثة والتحول الرقمي الذي يسهم بشكل فعال في تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة ونقل المعرفة التقنية والاهتمام بالبحث والتطوير، مشيرين إلى زيادة وعي المجتمع والعاملين في قطاع المنشآت بأهمية الابتكار والإبداع، والإسهام في توفير البيئة الحاضنة والبنية التحتية التقنية الداعمة لاستمرارية وتنافسية ونمو المنشآت، في ظل العمل على تحقيق رؤية المملكة 2030. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور خالد الظاهر، المدير العام لشركة هيوليت باكارد في المملكة العربية السعودية، أن هناك فرصًا حقيقية أمام المنشآت الصغيرة والمتوسطة للتقدم نحو اقتصاد المعرفة والابتكار، إذا تم استغلال مواردها، ووضع خطط إستراتيجية فعالة للوصول إلى ذلك. وأضاف أن الأمر يتطلب العمل على خلق بيئة مواتية للبحث العلمي، تفضي إلى إنتاج سلع وخدمات جديدة مبتكرة تسهم في تنمية الاقتصاد وتعزيز قدرته التنافسية، التي باتت تعتمد أكثر فأكثر على المعرفة. ويمكن أن تزداد فرص نجاح هذا التوجه إذا أحسنت هذه البلدان اختيار مجالات البحث العلمي، بحيث تكون أكثر ارتباطًا بالبيئة وبالمتطلبات الاقتصادية والاجتماعية، والخبرات والمهارات المتوفرة في المنطقة. وأبان الظاهر أنه يمكن تعريف الابتكار بأنه عملية إنتاج سلع وخدمات جديدة ترتكز على المعرفة المتوفرة التي ينتجها البحث العلمي، سواء كانت تكنولوجية أو غير تكنولوجية، مشيرًا إلى أن الابتكار يحتاج أيضًا إلى جذب المواهب العلمية والتقنية. وأضاف أن التعاون الوثيق بين الشركات المحلية والشركات العالمية التي تستثمر في المملكة، ينتج فوائد عديدة، أهمها نقل وتبني الشركات المحلية للمعرفة التي تجلبها الشركات العالمية؛ مما يسهم في زيادة إنتاجية هذه الشركات، وبالتالي درجة إسهامها في التنمية الاقتصادية ولتحقيق الفائدة القصوى من المعرفة التي تأتي مع الاستثمارات الأجنبية. من جانبه، تحدث الدكتور نضال غِزاوي، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا والابتكار لجينيرال إليكتريك بالمملكة العربية السعودية، أن مفتاح النجاح للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في عالم الأعمال يكون من خلال الاعتماد على التقنية الحديثة والتحول الرقمي من خلال نقل المعرفة والابتكار. وأكد أن امتلاك أدوات الابتكار والتقنية الحديثة، هما أساس الفلسفة الحديثة في بناء المنشآت الصغيرة والمتوسطة للنجاح والوصول إلى الربحية المرجوة في عالم تقوده ثورة تكنولوجية صناعية الرابعة. أما نواف الصحاف، الرئيس التنفيذي لبرنامج بادر لحاضنات التقنية، فاعتبر أن ملتقى "بيبان" يعدّ منصة هامة تساهم في نشر ثقافة ريادة الأعمال على المستوى المحلي، وفرصة نموذجية للمشاريع الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال من أجل طرح ومشاركة الأفكار والرؤى حول تطوير تنافسية المشاريع الناشئة وإطلاق مشاريع واعدة في السوق السعودي. وسلط "الصحاف" الضوء على برنامج "بادر" ودوره وخدماته الرئيسية في تنمية روح المبادرة والابتكار في المجال التقني لدى الشباب السعودي وتوفير الدعم والرعاية للمبدعين والمبتكرين ورواد الأعمال لمساعدتهم على تحويل أفكارهم إلى مشاريع تقنية واعدة تسهم في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية، من خلال استعراض المشروعات التقنية التي يحتضنها البرنامج في الوقت الراهن، والبالغة نحو 127 مشروعًا. وأوضح أن البرنامج يسعى إلى تعزيز بيئة الابتكار وتحويل الابتكارات لمشاريع تجارية ذات قيمة اقتصادية، وذلك من خلال تقديم الدعم والرعاية لريادة الأعمال والابتكار وحاضنات التقنية وتوفير البيئة المناسبة لنمو الشركات التقنية الناشئة من خلال تطبيق مبدأ تقليل المخاطر والتركيز على تطوير الأعمال لبناء مجتمع واقتصاد قائم على المعرفة. وشددّ على أن برنامج "بادر" يركز حاليًّا على توسيع نطاق مراكز الابتكار والريادة في جميع أنحاء المملكة بغية تحقيق مؤشرات الأداء الرئيسية المتمثلة في تأسيس 600 شركة ناشئة وخلق 3600 فرصة عمل بحلول عام 2020، في حين يعمل البرنامج على تنويع محفظته من الشركات الناشئة وزيادة قدرات الشركات المحلية. ومن جهته، أكد الدكتور إبراهيم سليمان عبدالله، مدير عام تقنية المعلومات بوزارة الشؤون البلدية والقروية، في كلمته أن الحكومة تؤدي دورًا إستراتيجيًّا وأساسيًّا في عملية الابتكار. وأضاف أن الحكومة تؤدي الدور التحفيزي وتهيئة المناخ الجيد للاستثمار للمنشآت الصغيرة والمتوسطة للابتكار، بالإضافة إلى أنها تقدم المنح والجوائز المالية والتقديرية التي تحفز على الابتكار، مشيرًا إلى دور الجامعات الحكومية في هذا الصدد وكذلك مجهودات مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في دعم وتحفيز المبتكرين. وأشار الدكتور إبراهيم إلى أن وزارة الشؤون البلدية والقروية تقدم حلولًا تعتمد بشكل أساسي على الابتكار، منوهًا إلى طريق الملك عبدالله على سبيل المثال لا الحصر الذي تم تدشين فيه خدمات مرورية ذكية، وكذلك مترو الرياض الذي يحتوي على الكثير من الأفكار المتطورة والتصاميم الإبداعية.