كلما عدت بالذاكرة إلى حالة الفتنة التي ضربت العلاقة السعودية المصرية في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، تذكّرت أيضًا ذلك الحماس المنقطع النظير للإعلامي السعودي جمال خاشقجي، وهو لا يدع فرصة تفوت دون توجيه ضربة تحت الحزام لمصر، كما أتذكر جيدًا هجومه الحاد على النظام هناك، واتهامه صراحة بالسكوت عن إساءات إعلامية توجه للمملكة العربية السعودية. يقول المواطن جمال خاشقجي إنّه “لا يستطيع السكوت وهو يرى تطاولاً يمس وطنه، فلابد أن يرد وينتصر لبلده، مهما كلفه الأمر..”، كيف لا ؟ وهو دمه حامي!. “أبو دم حامي”، نسي بل تناسى أنَّ من كانوا يهاجمون المملكة في مصر، ما هم سوى إعلام مرتزق، ينتمي لتنظيم الإخوان المسلمين، إما بالهوية أو التمويل. “الأخ” جمال أيضًا، لم يكلف نفسه وقتها بالبحث عن توجهات هؤلاء المرتزقة، وإلا لكان اكتشف بنفسه أنّهم هم من يسيؤون أيضًا للسيسي داخل مصر، وهم أيضًا من كانوا يمنون النفس بحدوث فتنة ما بين الشعبين، السعودي والمصري، تأكل الأخضر واليابس. جمال حينها، حاول ترويج فكرة مكذوبة بأنَّ مصر دولة بلا مستوى حريات عالٍ، وأنَّ الإعلام يتبع للنظام المصري، وبالتالي يتبع للرئيس عبدالفتاح السيسي، مما جعل الوضع يشتعل ويتأزم ما بين متابعي هذه المعركة الإعلامية، التي ظهرت كما أريد لها بالفعل أن تظهر!. عمومًا هذا جزء يسير من تاريخ المواطن جمال خاشقجي، الذي اختار خاطِئًا أن يعود للساحة الإعلامية في هذه الأيام بالذات، لاسيما وأنَّ الإعلام القطري يشتم ويسب ويتطاول على المملكة، وطنًا ومليكًا وشعبًا ليل نهار، في التلفزيون والإذاعة والصحافة والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. كان البعض يعتقد أنَّ “أبو دم حامي”، لن يسكت، وسيرد الصاع صاعين لمرتزقة تنظيم الحمدين وخلايا عزمي. وكان البعض الآخر يتوقع أن يكون شرسًا في مواجهة دولة تعبث باستقرار بلده وأمنها القومي، فيما كان آخرون يتصورون أنه سيهاجم النظام القطري الذي أطلق كلابه تنبح ليل نهار للإساءة للسعودية .. نعم عاد للكتابة من جديد .. لكنه عاد ليس “أبو دم حامي” ولا هم يحزنون، بل عاد “جيمي” ، لأنها قطر وليست مصر.