لم يكن فقط قطع العلاقات مع جار السوء قطر هو الأمر الذي فاجأ (دولة عزمي) وجعلها تترنح يمينًا وشمالًا طوال الأيام الماضية، بل كان هناك أمر آخر، أشبه ما يكون بالكارثة التي حلّت على من جعل الدوحة (غرفة عمليات نشر الفوضى في المنطقة). سنوات طويلة ونحن نحذر من الدور القطري الخبيث، الذي تلعبه المافيا السياسيّة هناك، لاسيّما في شأن التعاطي مع الإعلام التقليدي والسوشيال ميديا (الإعلام الاجتماعي)، قنوات تلفزة وصحف صفراء ومواقع مشبوهة ومغردين (مسبوقي الدفع) كانوا يشتركون بهدف واحد، هو شق الصف الداخلي السعودي والتحريض على ولاة الأمر والترويج لفكرة الخروج على الدولة. لقد صنعوا خلال العقدين الماضيين، آلة إعلاميّة متكاملة. كانوا يعتقدون أنّها قادرة على خلخلة أي دولة مهما كانت، جنّدوا من خلال هذه الآلة الآلاف عبر دعم مالي، تخطى مئات الملايين ليتحكموا في صناعة الرأي العام بالدول التي يستهدفها مخططهم الخبيث. تجنيد كان يهدف في الأساس إلى استعمال هؤلاء (المرتزقة)، في وقت الأزمات، ولا يوجد أزمة تواجه (دولة عزمي) أشد ضراوة مما يحدث الآن. وبالفعل ومنذ صدور قرار “العاشر من رمضان التاريخي”، انطلقت الآلة الإعلامية القطرية، بغية صناعة رأي عام سعودي معارض لقرارات الملك المفدى سلمان بن عبدالعزيز، تارة من خلال أخبار مكذوبة تنشرها قناة الكذب والدجل “الجزيرة”، وتارة عبر حسابات مغرّدين وهميّين ينتقدون القرار، وتارة أخرى عبر وسوم (مدفوعة الثمن) تقف إلى جانب داعمي الإرهاب. كل هذا لم يحرّك شعرة في الشارع السعودي، الذي لم يتأثر، وكان على (قلب رجل واحد). جُنَّ جنون عزمي وصبيانه هنا، كيف لهذه الآلة الإعلامية أن تفشل في اختبار كهذا؟! بل كيف لهذه الإمبراطورية التي كانت أحد أهم أنياب الدوحة أن تنكسر مع أول صدام سعودي- قطري حقيقي؟! مفاجأة تلقتها الدوحة على حين غفلة، بل هي صفعة قاسية على وجه كل من اعتقد أنَّ الشعب السعودي يسهل استغفاله، أو التأثير على وطنيّته وإخلاصه لتراب هذا البلد الأمين. لقد كان وعي الشعب السعودي المخلص الأصيل، يدرس ويكتب بماء من ذهب في دفاتر التاريخ. شعب قالها بملء فمه: “كلنا فداء للوطن”. شعب أيّد قرارات الحزم، وآمن تمام الإيمان بأنَّ جار السوء هو المسؤول الأول عن إرهاب القطيف، وعن دعم جماعة الإخوان، وعن تأخر النصر في حرب اليمن. شعب بات كله جندٌ تحت إمرة القائد الوالد (حفظه الله). نعم قد نختلف فيما بيننا، وقد نتعارك أيضًا على كل شيء يا عزمي، لكننا في قضايا الوطن نصطف رجالًا ونساءً وأطفالًا درعًا لحماية هذه الأرض الطاهرة من المخربين والخونة. لقد اخترت الخصم الخطأ أيها المعتوه، فشعب المملكة العربية السعودية ليسوا إلا جنودًا “صدقوا ما عاهدوا الله عليه”. حفظ الله هذه الأرض العظيمة، ورزقنا الله الشهادة الغالية في سبيلها. —————————————– إعلامي سعودي @ALKHALED1899