يوم عرفة، هو من أعظم الأيام عند الله عز وجل، كما أنه أكثر يوم يغفر الله فيه لعباده. كما أن يوم عرفة هو أحد الأيام التي أقسم الله بها في كتابه، كما أنه اليوم الذي أتم الله فيه الدين. وصيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية والسنة الباقية، كما أن الدعاء فيه مستجاب، وأيضًا يوم عرفة هو أكثر يوم يعتق الله فيه عباده من النار. ويوم عرفة هو يوم التاسع من شهر ذي الحجة، وفيه يقف الحُجّاج على جبل عرفة، حيث إن الوقوف بعرفة يعد أهم أركان الحج. ويقع جبل عرفة شرق مكة على الطريق الرابط بينها وبين الطائف بحوالي 22 كم. سبب التسمية: وتعددت الروايات حول سبب تسمية عرفة بهذا الاسم، لكن الروايتين الأكثر تأكيدًا هما، أن أبا البشر آدم التقى مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة في هذا المكان؛ ولهذا سمي بعرفة، والثانية أن جبريل طاف بسيدنا إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: “أعرفت أعرفت؟” فيقول إبراهيم: “عرفت عرفت”؛ ولهذا سميت عرفة. مع شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة يخرج الحاج من منى متوجهًا إلى عرفة للوقوف بها. والوقوف بعرفة يتحقق بوجود الحاج في أي جزء من أجزاء عرفة، سواء كان واقفًا أو راكبًا أو مضطجعًا، لكن إذا لم يقف الحاج داخل حدود عرفة المحددة في هذا اليوم فقد فسد حَجُّه. وقت الوقوف بعرفة: هو من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر اليوم التالي وهو أول أيام عيد الأضحى، ويصلي الحاج صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين، ويستحب للحاج في يوم عرفة أن يكثر من الدعاء والتلبية؛ وذلك لقول النبي محمد: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”. ويبقى الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس، فإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها، ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير؛ بمعنى أن يؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء. ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والأذكار، ويتزود الحاج بالحصى، ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يصلي الفجر، بعد ذلك يتوجه الحاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى.