ساعات وندخل يوم عرفة، أفضل الأيام عند المسلمين، وفيه يقف الحُجّاج على جبل عرفة، وهو أهم أركان الحج. وتعددت الروايات حول سبب تسمية عرفة بهذا الاسم، لكن هناك روايتين أكثر تأكيداً، الأولى، أن أبو البشر آدم التقى مع حواء وتعارفا بعد خروجهما من الجنة في هذا المكان ولهذا سمي بعرفة، أما الثانية فأن جبريل طاف بالنبي إبراهيم فكان يريه مشاهد ومناسك الحج فيقول له: “أعرفت أعرفت؟” فيقول إبراهيم: “عرفت عرفت” ولهذا سميت عرفة. والوقوف بعرفة يتحقق بوجود الحاج في أي جزء من أجزاء عرفة، سواء كان واقفاً أو راكباً أو مضطجعاً، لكن إذا لم يقف الحاج داخل حدود عرفة المحددة في هذا اليوم فقد فسد حَجُّه، خاصة وأن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قال “الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه”. كما وردت بعض الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل هذا اليوم منها: ما رواه أبو هريرة عن النبي محمد أنه قال “إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبراً”، وأيضا ما روته عائشة عن النبي محمد أنه قال “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم”. أما وقت الوقوف بعرفة، فهو من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر اليوم التالي – أول أيام عيد الأضحى – ويصلي الحاج صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين. ويُستحب للحاج في يوم عرفة أن يكثر من الدعاء والتلبية وذلك لقول النبي محمد (خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير). وإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها، ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، أي يؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء، ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والأذكار، ويتزود الحاج بالحصى، ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يصلي الفجر، بعد ذلك يتوجه الحاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى. ولثواب هذا اليوم العظيم، يحرص غير الحُجاج من المسلمين على صيامه لما فيه من فضل، حيث قال النبي الكريم ، “صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده”، ولكن لا يجوز للحاج صيامه كون النبي الكريم كان مفطراً حينما وقف في يوم عرفة، وجاء في الحديث “نهى رسول الله عن صوم يوم عرفة بعرفة”.