تُعد القيادة المتهورة في الرياض أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت طرق المملكة ضمن الأخطر في العالم؛ ما أثر على ارتفاع معدل الوفيات في اليوم الواحد بتخطي حاجز ال 15 حالة! إن القيادة في مدينة الرياض متهورة للغاية وخصوصاً لفئتي المراهقين والشباب وعدم المبالاة في أرواح البشر أو الأنظمة المرورية حتى باتت تشبه إلى حد كبير حلبة سباق للسيارات، وبالتأكيد فإنهم في أشد الحاجة إلى التوعية المستمرة في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام. حُب الشباب للمغامرة تدفع المملكة يومياً ثمناً باهظاً بسبب حب الشباب للمغامرة في قيادة السيارة بطريقة غير مسؤولة على الإطلاق وقطع الإشارات الحمراء بصفة مستمرة ومن ثم زيادة الحوادث المرورية بشكل مبالغ فيه. إحصائية: سكان السعودية والخليج بصفة عامة مُعرضون لحوادث السيارات أكثر 7 مرات من البريطانيين! «باشر» يرصد في اليوم الأول من انطلاق نظام «باشر» المروري سجل أكثر من 1000 مخالفة مرورية موثقة بالوقت والمكان وبالتحديد في الرياض ما يؤكد الهاجس المخيف للمخالفات فيها. التحايل على نظام «ساهر» من الأمور التي تؤكد مدى استهتار الشباب التحايل على التقنية الحديثة التي تم استخدامها في المخالفات المرورية تحت مُسمى «ساهر» من أجل تحاشي كاميرات المراقبة على الطرق. وجاء الخرق لشاب قام بحمل جهاز يرصد وجود كاميرات ساهر على الطريق قبل 400 متر من الوصول إليها، ومن ثم النجاة من مصيدة ساهر للمخالفات المرورية والاستمرار في القيادة الجنونية طوال الطريق. وزارة الداخلية تسعى لحل الأزمة ومن وقت لآخر تُسلط وزارة الداخلية في المملكة الضوء على الحوادث المرورية وعلاقتها بنهضة البلاد بالاعتماد على توعية الشباب والحد من الخسائر البشرية والخسائر الاقتصادية للبلاد التي تصل إلى 21 مليار ريال سنوياً. ومن المبادئ التي نشرتها الوزارة على موقعها الإلكتروني: الحوادث المرورية «وباء المجتمعات المتمدنة»، وأكثر من خُمس الحالات التي أسعفها الهلال الأحمر تقع تحت بند حوادث المرور، وهناك 6 إصابات لكل 8 حوادث في المملكة بينما النسبة العالمية إصابة لكل 8 حوادث. الدور التوعوي بالتأكيد فإن المخالفات المرورية وحدها غير كافية لحل أزمة القيادة المتهورة للشباب بل الموضوع يحتاج توعية بشكل مستمر في وسائل الإعلام والمدارس والجامعات ودمج التوعية الأمنية والمرورية معاً في المناهج الدراسية المختلفة. لا بد من الاهتمام بنشر ثقافة الوعي المروري واحترام الجهات المرورية المعنية إلى جانب الثقافة الأخلاقية للفئات العمرية الصغيرة المتمثلة في المراهقين والشباب. كما يجب على أولياء الأمور نشر التوعية المرورية لأبنائهم بهدف الحد من مظاهر التهور التي تتفاقم يوماً بعد يوم!