“ضربني وبكى وسبقني واشتكى”، مثل عربي شهير يجسّد حال قطر، التي دعمت وموّلت وخططت للإرهاب في المنطقة، وبعد المقاطعة العربية بقيادة السعودية، وظّفت آلتها الإعلامية والدبلوماسية، لتظهر بمظهر الضحية. قبل ثلاثة أيام من انتهاء المهلة التي أعلنتها دول الخليج ومصر، لإعلان قطر قبولها للمطالب ال 13 والبدء في تنفيذها، وأولها التوقف عن دعم الإرهاب، بات من المتوقع أن تواجه هذه الدويلة مزيدًا من الخطوات التصعيدية من جانب جيرانها الخليجيين، بسبب تعنّتها وإصرارها على التعامل بعدم جدية مع محاولات التهدئة. وبعد أن فشلت قطر في تدويل أزمتها، ينتظر الجميع مرور الأيام الثلاثة الباقية، ليعرف الاختيار القطري، وإلى أي جانب تتجه الدوحة في الاصطفاف الإقليمي والدولي، لاسيّما أنَّ البنود ال 13 هي جزء من مطالب اتفاق الرياض الصادر في العام 2014، الذي وافقت عليه قطر ووقعت عليه في حينه، عادت لتنكث العهد بعد حين.
آلة إعلامية مستهلكة ومفضوحة: ويبدو أنّه من الصعب على العقلية القطرية، أن تستوعب ما يحدث حولها، فعلى الرغم من دخول المقاطعة أسبوعها الرابع، فإن قطر ما زالت محلك سر، وكل ما تفعله هو تشغيل آلتها الإعلامية المستهلكة ودعايتها الشعبوية المكشوفة، وتحريك دبلوماسيتها المُضللة، سعيًا لإيجاد موقف دولي يناصرها، حالمة بأن تتراجع دول المقاطعة عن خطوتها التاريخية والحازمة، الأمر الذي صدم حتى المتعاطفين معها وحلفاءها، الذين أصبح الشك يساورهم فيما ستؤول إليه قطر.
عقوبات مرتقبة: وحذرت دول الخليج من فرض عقوبات جديدة، ومزيد من الضغوط الاقتصادية على قطر، إذا لم يستجب نظام الدوحة للمطالب العربية، ويوقف دعمه للإرهاب، إذ يمكن للدول العربية أن تطلب من شركائها التجاريين الاختيار بين العمل معهم، أو مع الدوحة، فضلاً عن احتمال طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي، لأنها منظمة مشتركة للدفاع والأمن، وهناك بعض الجزاءات الاقتصادية التي يمكن أن تتخذها.
دبلوماسية الدوحة المكوكية تكشف جهلها بالعواقب: قطر، تدخل مرحلة الدبلوماسية المكوكية شرقًا وغربًا، بحثًا عن منصّات للضغط على المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين، ما يدل على عدم فهمها للواقع الجديد والقواعد الجديدة للعبة، والتي هي باختصار أن قرار مقاطعتها قرار عربي، وقرار إنهاء المقاطعة قرار عربي أيضًا، ولن تقبل دول المقاطعة أي ضغوط أو ابتزاز، لا من قوى دولية، ولا من منظمات حقوقية ولا من وسائل إعلام منحازة، لإنهاء هذه المقاطعة.
الحل الوحيد .. لا تفاوض: ولأنّنا على يقين بأنَّ الحل الوحيد أمام قطر هو أن تتوقف عن دعم الإرهاب، وأن تتوقف عن إثارة القلاقل وتأزيم الأوضاع في الدول العربية، جاء موقف الوزير عادل الجبير متماشيًا مع الرؤية العربية، بأنَّ المطالب غير قابلة للتفاوض عليها، فهنا دول تسعى للحفاظ على أمنها الوطني، وفي الكفّة الأخرى، دويلة زعزعت استقرار المنطقة ودعمت الإرهاب وموّلته وآوت المطلوبين في جرائمه، فلا طريق للعودة دون تنفيذ المطالب ال 13.