تحركات دبلوماسية دولية عديدة تحاول التدخل لتحذير تميم بن حمد، أمير قطر، من مغبة ما يفعله من صدامات وتحركات ضد وحدة الصف العربي عامة والخليجي خاصةً، فيما يخص دعمه للإرهابيين وولاءه إلى إيران. قطر المحاصرة: صباح أمس الاثنين، صرّح مصدر مسؤول بأن حكومة المملكة انطلاقًا من ممارسة حقوقها السيادية التي كفلها القانون الدولي، وحماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف، فإنها قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر، كما قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية، والبدء بالإجراءات القانونية الفورية للتفاهم مع الدول الشقيقة والصديقة والشركات الدولية لتطبيق ذات الإجراء بأسرع وقت ممكن لكافة وسائل النقل من وإلى دولة قطر؛ وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي. الانتهاكات خلف القطعية: واتخذت المملكة قرارها الحاسم هذا نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة، سرًّا وعلنًا، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي، والتحريض للخروج على الدولة، والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، ومنها جماعة (الإخوان المسلمين) و(داعش) و(القاعدة)، والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم، ودعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف من المملكة العربية السعودية، وفي مملكة البحرين الشقيقة وتمويل وتبني وإيواء المتطرفين الذين يسعون لضرب استقرار ووحدة الوطن في الداخل والخارج، واستخدام وسائل الإعلام التي تسعى إلى تأجيج الفتنة داخليًّا، كما اتضح للمملكة العربية السعودية الدعم والمساندة من قبل السلطات في الدوحة لميليشيا الحوثي الانقلابية حتى بعد إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن. دول عربية تتبع المملكة: وتبعت المملكة دول البحرين والإمارات ومصر واليمن وليبيا، حيث قاطعوا قطر دبلوماسيًّا بتهمة دعمها للإرهاب. حراك دبلوماسي: وشهدت المنطقة حالة من الحراك الدبلوماسي تزامن مع الأزمة، حيث وصل مستشار أمير مكةالمكرمة، خالد الفيصل إلى الكويت، ونقل رسالة شفوية من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى أمير الكويت، تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، فيما أقام أمير الكويت مأدبة إفطار على شرف سمو الأمير خالد الفيصل؛ وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الكويتية. وزير خارجية عمان إلى الدوحة: كما وصل وزير الخارجية في سلطنة عمان، يوسف بن علوي بن عبدالله، ، إلى الدوحة، في زيارة غير معلنةً مسبقًا. وأوضحت الخارجية العمانية، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن زيارة يوسف بن علوي إلى الدوحة أمس، هي زيارة خاصة، وليست رسمية، وكانت مقررة في جدول برنامج الوزير قبل التطورات الأخيرة. وناقش وزير الخارجية العمانية الأوضاع المستجدة مع أمير قطر، فيما لن تعلن بعد نتائج الاجتماع. أمير الكويت يهاتف تميم ويطالبه باحتواء الأزمة: وفي سياق متصل، أجرى أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، اتصالًا هاتفيًّا، مساء اليوم الاثنين، مع تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، حيث طالبه بالعمل على تهدئة الموقف وعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها التصعيد والعمل على إتاحة الفرصة للجهود الهادفة إلى احتواء التوتر بالعلاقات الأخوية بين الأشقاء. وشدد أمير الكويت، بحسب الوكالة الرسمية الكويتية "كونا"، على ضرورة العمل لدعم مسيرة التعاون الخليجي المشترك بما يخدم مصالح دول مجلس التعاون الخليجي، في ظل ما يربطهم من علاقات تاريخية راسخة. وزير الخارجية الروسي يجري اتصالًا بنظيره القطري: وأيضًا دخلت روسيا في الوساطة، حيث أجرى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مكالمة هاتفية مع نظيره القطري، لمناقشة الأزمة التي سببتها قطر.