وجّه خطيبُ جمعة بمكة المكرمة اللومَ للآباء في تربيتهم لأبنائهم على التفاخر بالأحساب والطعن في الأنساب؛ مما أدى إلى انتشار ظاهرة من ظواهر الجاهلية في عصر التقدم والازدهار. وأشار الدكتور سعد الشمراني -إمام وخطيب جامع الأمين ببطحاء قريش- إلى اتساع نطاق تداول عبارات من الجاهلية يستخدمها الناسُ في بلادنا ويُربى عليها أبناؤنا ليست من الدين في شيء كتفاخر السعوديين ببلدهم على بقية أجناس الدول الأخرى. واستدل الشمراني بطعن أبناء القبائل فيما بينهم، أو طعن أبناء القبائل في أنساب الحضر ووصفهم بعبارات (طرش بحر أو خضيري)، وردود الحضر عليهم بأنهم (بدو ومتخلفون)، أو وصف ساكني نجد بمن يعيش في الغربية بأنهم (حجز) ووصفهم بمن يعيش في الجنوبية (بالزيدية واليمن)، ووصف الجنوبيين وساكني الغربية أهل نجد بأوصاف البادية ونحو تلك الألفاظ والعبارات الشعوبية والقومية والمناطقية. وعدّ الشمراني تلك الأوصاف بأنها من الجاهلية مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم ((أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة))، داعياً إلى نبذ أمور الجاهلية صغيرها وكبيرها، وتربية الأبناء تربية إسلامية صحيحة، والبُعد عن أساليب التربية المقيتة التي تؤدي إلى التناحر والتباعد والتفرقة بين الناس.