كنت قد تخلفت عن قلمي الذي ألهمني لزمنٍ ليس يسيرٍ بسبب مرض القلب شافاكم الله وعافاكم ، وكلي شكرٌ وثناء لمن سأل أو اتصل أو دعى أو حث على المواصلة . أما اليوم فإنني أعود إليكم بتحية الإسلام الطيبة الطاهرة ثم أقول : كفاني إحجاماً حينما أرى الإخوة والأحبة يتناحرون يتلاومون يتهاجون يتعادون يتشاتمون للتهم يتبادلون ياربااااه ياإخوة لمَ كل هذا ؟ يعز على أخاكم البعيد أن يقرأ مايندى له الجبين من هجاء وأن يتابع مايسوؤه من تغاريد وأن يشاهد مالا يليق من هاشتاقات الذي لاحظته منذ أيامٍ مضت هو مايلي : تراشقٌ إعلامي مباشر أو غير مباشر تفاخرٌ بالأنساب طعنٌ في الأحساب تمايزٌ في فعال الماضي الذي لايعلم خفاياه سوى الله. نسبٌ حسبٌ ماضي تهميش إساءة قال الحبيب صلى الله عليه وسلم في التفاخر بالأنساب : " اثنتان في الناس هما بهم كفر : الطعن في النسب، والنياحة على الميت". ورُوى عنه أيضاً في الصحيح أنه قال : " أربع من أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة على الميت ". إن الماضي الذي عاشه أجدادنا غفر الله لهم أجمعين على شيء من الجهل لاينبغي أن ينسحب أثره علينا نحن أبناء التوحيد وبناة الوطن وجيل المستقبل. وإن الحاضر الذي نعيشه في ظل الإسلام لايجوز أن نلغيه لحسابٍ مضى مِلؤه التناحر ونَفَسه الاقتتال. أنتمُ ياأحبتي إخوة دين وأنتم سكان وطن أنتم يجمعكم التوحيد وأنتم لاتفرقكم الإبل أنتم توحدكم العقيدة وأنتم لا تبعثر صفكم الكرة رجائي أن تكونوا صفاً واحداً لا للقبيلة حينما يكون الدين ولا للكرة في حضرة العقيدة. أبعث لكم أيها الأحبة برسالةٍ صادقة أقول فيها : دعوا الجاهلية المنتة واحذروا دعاة الفتنة واعلموا أن هناك من يريد أن تتناحروا أدركوا أن هناك من يريد فرقتكم باسم الكرة. وأيقنوا أن هناك من يأمل بأن تتقاتلوا تحت رأية الإبل. تأكدوا أن هناك من يَسعد حينما يراكم تتقاتلون باسم العمادة والنيابة والمشيخة. الذي أقوله ناصحاً ومحباً هو التالي : تذكروا قول العدل تبارك وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ ) [الحجرات :11]. وقال تبارك وتعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) [الحجرات: 13]. بقول الله نختم الرسالة فاحفظوا الرسالة حفظكم الله. سالم بن محمد بن هويلة - باريس