في احتفاء منقطع النظير، امتزج فيه التراث والحضارة، بالحاضر وبناء المستقبل، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، السبت 20 أيار/ مايو الجاري، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي اختار المملكة لتكون في مستهل جولته الخارجية الأولى، منذ تولّيه مقاليد الحكم في البيت الأبيض، 20 كانون الثاني/ يناير الماضي. وحطّت طائرة الرئاسة الأميركية في مطار الملك خالد، وتوقفت أمام سجادة حمراء، فُرشت لاستقبال ترامب وزوجته ميلانيا، والوفد المرافق لهما. وبعد تبادل السلام توجه الملك سلمان مع الرئيس الأميركي إلى قاعة المطار، ثم توقفا بضع دقائق في صالة كبار الشخصيات، حيث جلس الملك مع الرئيس الأميركي. بعدها غادر أعضاء الوفدين إلى مقر إقامة ترامب في فندق بالرياض. واستهلّت القمّة السعودية الأميركية، بزيارة لمعرض الفن السعودي المعاصر، الذي يتحدّث بلوحات الشباب والشابات السعوديين عن التسامح، وهو ما يعكس توظيف المملكة للقوة الناعمة، التي لا تقل أهميّة عن الخطابات التي لا يفهمها الشباب. وقلَّد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، عقب مأدبة الغداء التي أقيمت على شرف الضيوف، الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسام الملك عبدالعزيز آل سعود؛ تكريمًا له، وهو أرفع وسام في المملكة العربية السعودية. وانعقدت قمّة الرياض الأولى، السبت، بين خادم الحرمين الشريفين، والرئيس الأميركي، التي شهدت في قصر اليمامة، توقيع الرؤية الإستراتيجية المشتركة بين البلدين، وتوقيع اتفاقات في المجالات العسكرية والتجارية والطاقة والبتروكيماويات، بين الرياض وواشنطن بقيمة 280 مليار دولار، ترتفع قيمتها إلى 350 مليار دولار أميركي خلال 10 أعوام، وستوفر مئات آلاف الوظائف في البلدين. واستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت، بمقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، أعقبه لقاء ثانٍ، مع ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان. ومساء، استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، حيث قاما بجولة، تعرّف من خلالها الرئيس الأميركي، والوفد المرافق له، على الإرث السعودي الفريد، الضارب بجذوره في عمق التاريخ. وأدّى الملك سلمان العرضة السعودية، وانضمَّ إليه لاحقًا ترامب، ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، ونظيره السعودي عادل الجبير، في أجواء من البهجة، عكست الود والتوافق الذي رافق اليوم التاريخي في العلاقات السعودية الأميركية. وترافق سيّدة أميركا الأولى، ميلانيا ترامب، زوجها في هذه الزيارة التاريخية، فضلًا عن ابنته إيفانكا، وزوجها غاريد كوشنر، ووفد رفيع المستوى، يضم وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي هربرت ريموند ماكماستر. وتستضيف الرياض اليوم الأحد قمم تحت عنوان “العزم يجمعنا”، وهي: * خليجية أميركية. * عربية إسلامية أميركية. وتأتي القمم الثلاث، برؤية واحدة، وهي “سويًّا نحقق النجاح”، بغية تأكيد الالتزام المشترك نحو الأمن العالمي، والشراكات الاقتصادية العميقة والتعاون السياسي والثقافي البنّاء تحت شعار “العزم يجمعنا”، كما ستناقش ملفات مهمة على مدى يومين كاملين، أهمها مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع التطرف، وسبل تعزيز العلاقات الدولية للتصدي له، فضلًا عن الموقف العالمي إزاء الإرهاب الإيراني ومخططها التوسّعيّ في منطقة الشرق الأوسط. وكان الأمير محمد بن سلمان قد التقى ترامب، في آذار/ مارس الماضي، بالبيت الأبيض، في زيارة تاريخيّة مثلت نقلة نوعية في العلاقات السعودية الأميركية.