كثيراً ما نقرأ أو نشاهد أخبارا وتقارير مغلوطة وتنافي الواقع تماماً عن المملكة، في محاولة للنيل منها على كافة الأصعدة الاجتماعية والدينية والاقتصادية والثقافية، فالمملكة هي قبلة المسلمين ومهبط الوحي ومهد الرسالات السماوية، لذلك لا غرابة أن تكون مستهدفة من عدة جهات خارجية تسعى دوماً للنيل منها والمساس بأمنها ووحدتها والتقليل من حجم منجزاتها الحضارية، وعلى الرغم من ذلك فإن إعلامنا الخارجي ظل واقفاً مكتوف الأيدي إزاء تلك الهجمات، وعاجزاً عن الرد على تلك الاتهامات المؤدلجة، في ظل عدم قدرة إستراتيجيتنا الإعلامية على التخاطب مع الإعلام الخارجي لتعديل الصورة النمطية عن المملكة والتي شكلها ذلك الإعلام وفقاً لمتغيرات وأجندة تملى عليه أو وفقاً لمصادر غير موثوقة ومعلومات مغلوطة. بعد أن كان الإعلام الخارجي السعودي دون المأمول، نلاحظ هذه الأيام أن هناك مبادرات حقيقة لإعادة صياغته ليكون مؤثراً في وسائل الإعلام العالمي لنقل الصورة الصحيحة عن جهود المملكة عربياً وعالمياً. كان آخر هذه المبادرات الندوات الخارجية التي أقامها مستشار سمو وزير الدفاع اللواء أحمد عسيري عن جهود المملكة ودول التحالف في اليمن سواء الإنسانية أو العسكرية لإعادة الشرعية هناك. هذه خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح لبيان دور المملكة الريادي في كافة الأصعدة عربياً وعالمياً دون مبالغة أو تزييف للحقائق، الأمر الذي يتطلب إعلاماً قوياً وداعماً يتوازى مع تلك المنجزات العظيمة.