تطورت وظيفة العلاقات العامة كغيرها من فنون الاتصال بسبب ثورة المعلومات وتقنياتها المختلفة التي أسهمت أيضًا في تطور المجالات الأخرى. كما أسهمت ثورة المعلومات وتطور علوم الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في فنون الاتصال، كالصحافة والعلاقات العامة والتسويق. كذلك أثرت مواقع التواصل الاجتماعي ومنصاته المختلفة بشكل كبير في تطور مهنة العلاقات العامة وأداؤها. وأكّد نايف الضيط، ماجستير الصحافة والاتصال الجماهيري والمتخصص في الإعلام الاجتماعي، والاتصال الاستراتيجي، أنَّ إخفاق العلاقات العامة في أداء مهمتها يعود لخمسة أسباب، أبرزها أنَّ كبار الإداريين والتنفيذيين في القطاعات العامة والخاصة لا يؤمنون بأهمية العلاقات العامة ويصبح جل جهودها مجرد دعاية للأشخاص، بالإضافة إلى أن غير المتخصصين والهواة هم من يديرون أقسام العلاقات العامة. وأوضح الباحث الضيط أنَّ “من أساب فشل إدارات الاتصال المؤسسي، أن مسؤولي الاتّصال في الإدارات المختلفة يذهبون لممارسة المهنة دون وجود استراتيجية تتناسب مع استراتيجيات الإدارة العليا. كما تفشل كثير من الإدارات في أداء رسالتها لعدم تحديد الجمهور بعناية وعدم الاستماع للجمهور الداخلي والخارجي”. وأضاف أنَّ “من أسباب إخفاق إدارات العلاقات العامة هو عدم التجديد في المحتوى، والاعتماد على البيانات الصحافية والنشرات، وعدم الاهتمام بالمنصات الرقمية، وإطلاق الحملات الرقمية، والتحول إلى المحتوى المرئي، فضلاً عن عدم قياس النتائج في تقييم الفعاليات واستخدام تطبيق الأدوات الجديدة في قياس الحملات الرقمية والعائد من الاستثمار”. وبيّن الأخصائي أنَّ “عمل اختصاصي العلاقات العامة لم يعد كالسابق، فلابد أن يمتلك مهارات التحليل، إذ وفرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي كمًا هائلاً من البيانات، تتطلب التعامل الأمثل معها”. وأشار إلى أنَّه “أصبح استخدام الخوارزميات شائع في العلاقات العامة، بغية البحث وتنظيم عرض المعلومات. وتستخدم الخوارزميات بشكل متزايد كأدوات لفهم المحادثات والمحتوى المشترك في الشبكات الاجتماعية”. وأبرز الضيط أنَّ “من أهم مهارات أخصائي العلاقات العامة امتلاك مهارة تحرير المحتوى المرئي كالفيديوهات وصور الانفو غرافيك، إضافة إلى مهارات كتابة الإعلانات بسبب نمو الإعلانات الرقمية، التي تتطور بشكل متزايد، وبدأ الاعتماد عليها في الحملات الرقمية من طرف الشركات والمنظمات”. وأفاد الباحث بأنَّ “من أهم المهارات هو فهم تقنيات تهيئة محركات البحث SEO، التي تساعد في الظهور الأعلى لصفحات المواقع والمحتوى في محركات البحث. ومهارة بناء السمعة الإلكترونية للشركات والمنظمات لحماية وتعزيز سمعتها، في ضوء وجود المنصات الرقمية ومواقع الإنترنت التي تنشر الأخبار الوهمية والشائعات”.