هذه عيَّنة لإعلانات نُشرت في جريدة «صوت الحجاز»، منذ أكثر من ثمانين سنة.. في بداية الأزمة الاقتصاديَّة التي اجتاحت العالم في ثلاثينيَّات القرن الماضي.. تجيب على سؤال، ونحن نقرؤها اليوم، لماذا يصف المخضرمون الماضي القريب بالزمن الجميل، رغم ما كان يحيطه من فقر وجهل ومرض؟ ففي فترة لم تتجاوز عقودًا قليلةً، تغيَّرت أحوال مجتمعنا.. تراجعت قيم واختفى سلوك. ظاهرة شملت كل مجتمعاتنا العربيَّة. ومن خلال هذه العيِّنة من الإعلانات ندرك كيف كنا وكيف أصبحنا.. ننقلها باللغة التي نُشرت بها، وبقليل من التصرُّف، وعليكم استخلاص الفروق. يقول إعلان.. يعلن وكيل عقار الشيخ.... تخفيض إيجار العقار لكامل عام 1353ه، إلى نصف إيجار عام 1349ه، وذلك بسبب الظروف الاقتصاديَّة التي تجتاح العالم، ويقول إعلان آخر «يسر.... أن يعلن للعموم أنَّه بناءً على الأزمة الماليَّة الحاضرة مستعد أن يؤجر عقاره الخاص والعقارات التي تحت نظارته، ووكالته بنصف إيجار عام 1349ه، ومستعد أن يستعمل التساهل في تحصيل الأجرة، إذا قصَّر أحدهم في الدفع، ولكن أجمل إعلان ذلك الذي يقول.. يعلن الدكتور «رمزي» أنَّ محل عيادته بالجودرية بمكة المكرمة، يعاين المرضى في العيادة بريال واحد لعموم الزبائن، وبريالين في البيت القريب، وثلاثة ريالات في البيت البعيد، أمَّا الفقراء فبالمجان يوميًّا بعد صلاة العصر. * لغة إعلان ركيكة لكنَّها تعبِّرعن صفاء زمن جميل، ومجتمع يحسُّ بأوجاع أهله!!