أخذت عبارة «اتصل نصل» مكانها على الحوائط والجدران وأعمدة الإنارة لتخدش بخطوطها العبثية منظومة الجمال في العروس وتعلن عن توجه إعلاني جديد لا يكلف صاحبه إلا التسلق على جدران حائط أو اعتلاء عمود إنارة. ومع غرابة التوجه يبدو الغريب في نوعية «الملصق» حيث تجاور إعلانات الدروس الخصوصية إعلانات السباكة وسداد القروض والمبيدات القاتلة للحشرات. وعلى الرغم من قدم الظاهرة إلا أن انتشارها بات لافتًا وغريبًا الأمر الذي يدلل على وجود جسر مقطوع بين عمل هؤلاء والرقابة.. «المدينة» فتحت ملف التلوث البصري الذى تحكيه الأوراق والملصقات العبثية وحاصرت في لقاءاتها أبطال هذا المسلسل الغريب كما وقفت على آراء كافة الجهات لتسأل عن جريمة «اتصل نصل» من الجاني وماهى الإجراءات المتخذة حيال إزالة كل ملصق عشوائي؟ وهل من عقوبات رادعة بحق كل من يشوه الشوارع والطرقات والمرافق الخاصة. العمائر.. ضحية أحمد الغامدي مالك لإحدى البنايات السكنية قال مع الأسف أصبحت واجهات المباني هي الطريقة المثالية للوصول إلى العملاء، ففي صبيحة أحد الأيام تفاجأت بوجود 5 إعلانات مختلفة لعدد من المجالات، وبعد متابعة وجدت أن من يقوم بذلك هم عمالة تجوب الأحياء لإلصاق تلك الإعلانات العشوائية التي تهتم بنقل العفش وتغيير الأثاث ونحوه». مشيرًا إلى أنه لم ينتظر من أي جهة إزالتها حيث أسند تلك المهمة إلى حارس العمارة». وشاركه خالد با يزيد - مالك محل لبيع قطع الغيار بجدة قائلًا: ذهابي لصلاة العشاء، كان فرصة سانحة لمندوبي الإعلانات العشوائية للصقها، فبعد انتهاء الصلاة صدمت بوجود 3 إعلانات مختلفة عن (السطحات) سطحة أبو فلان للتواصل (.. 054)، فلم يكن مني إلا الاتصال على أحد تلك الأرقام وتقديم شكوى بأنه تسبب بتشويه مدخل المحل، وإلحاق الضرر بي». التلوث البصري المواطن أحمد الفايز أبدى تذمره من تلك الإعلانات التي وصفها بأنها ملوثة بصريًا خاصة تلك التي تقع على الطرقات الرئيسة وأعمدة الإنارة وطالت أيضًا أعمدة الإشارات المرورية حيث يقول: «حتى أجهزة الصراف الآلي لم تسلم، حيث بات ضروريًا محاصرة إعلانات تسديد القروض لدى المصارف ونحوها من كل اتجاه، بالرغم من التحذيرات التي تطلقها تلك المصارف لعملائها» منوهًا إلى أنه لا يعلم عن الجهة المسؤولة عن الإزالة ومعاقبة أولئك العشوائيين الذين بات كل همهم هو نشر إعلاناتهم العشوائية على نطاق واسع دون أدنى مسؤولية». المواقع المستهدفة 1 - عدادات الكهرباء 2 - أعمدة الإضاءة 3 - مداخل العمائر 4 - واجهات المحلات التجارية 5 - الصرافات مجالات الدعاية: دروس خصوصية سطحات تسديد ديون أثاث مستعمل نقل عفش تنظيف خزانات تنظيف المنازل من الحشرات تنظيف السجاد داخل المنزل أو الجامع 2000 غرامة مدير المركز الإعلامي بأمانة محافظة جدة سامي الغامدي قال إن الأمانة تقوم ممثلة بالإدارة العامة للنظافة والمرادم من خلال مقاولي النظافة برصد وإزالة الإعلانات العشوائية من على الجدران وأعمدة الإنارة وكذلك إزالة القاعدة الخشبية لتلك الإعلانات، لافتًا إلى أن الدور الرئيس للبلديات الفرعية وإدارة التراخيص والرقابة التجارية في رصد المخالفين وتوقيع العقوبات طبقًا للنظم واللوائح، وعن العقوبات يقول الغامدي:» طبقًا للائحة الغرامات والجزاءات البلدية فإن غرامة لصق الإعلانات أو لافتة دعائية قبل الحصول على رخصة تصل إلى 2000 ريال مع إلزام المخالف إزالة المخالفة على نفقة المعلن، أو استيفاء قيمة المخالفة اعتبارًا من تاريخ وضع اللوحة». منوهًا إلى أنه من حق أي متضرر التواصل مع الأمانة والإبلاغ عن تلك الإعلانات العشوائية. وأشار الغامدي إلى أن الأمانات ممثلة بالبلديات الفرعية تستقبل بلاغات المتضررين وتقوم بإزالتها، حيث وجد أن بعضها ذو ادعاءات طبية وبعضها غش تجاري، ونحوه، مشيرًا إلى أن الإجراء المتبع هو إزالة تلك الإعلانات والرفع بها للجهة المختصة وهي المحافظة». طلب التعويض نائب رئيس لجنة المحامين بالغرفة التجارية بجدة سابقًا، المحامي أحمد المالكي قال إنه يحق للشخص المتضرر من تلك الإعلانات المخالفة المطالبة برفع الضرر للجهة المختصة وهي البلديات، وأيضًا المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقته وذلك أمام الجهات القضائية ممثلة بالمحاكم العامة وقال المالكي: ذلك النوع من اللوحات مخالف للنظام وأصحابها عرضة للجزاء لأن هناك لوحات منظمة» مشيرًا إلى أن الأمانات والبلديات هي مسؤولة عن تطبيق النظام وإحالة كل مخالف للجهات الرسمية لمعاقبته، وإزالة كل اللوحات المخالفة وتغريمهم». وعن مدى الضرر قال: «لا شك أن اللوحات غير النظامية تؤثر تأثيرًا واضحًا على أصحاب الإعلانات النظامية الذين يدفعون رسومًا حكومية للبلديات وفق اشتراطات فيما يأتي المخالف بكل بساطة ويعلق إعلانه مجانًا ولا يخضع للنظام ولا الرقابة» لافتًا إلى أن كل متضرر كفل له النظام حقه برفع الضرر عن الشخص المتسبب بهذا الضرر بالإضافة في حقه بطلب التعويض عن كل الأضرار التي ترتبت على ضرره، ومنها تلك الإعلانات المخالفة. وأشار المالكي إلى أن بعض تلك الإعلانات تخضع للمنافسة، فهناك تاجر على سبيل المثال يضع لوحة بشكل نظامي، وآخر يضعها بشكل مخالف للدعاية والإعلان عن نشاط معين، فمن الطبيعي أن يتضرر النظامي من هذا الفعل غير النظامي. ويحق له نظامًا وشرعًا طلب رفع الضرر وطلب رفع التعويض فيما أصابه من ضرر، حيث يتقدم أولًا للبلديات بطلب الإزالة ومن ثم للمحاكم العامة لطلب التعويض».