اللاوعي السريع أكثر نجاحًا من الوعي المتأني.. الأفكار والقرارات تتأرجح في نفوسنا بين قرارات متأنية بوعي تحليلي.. وقرارات لا تخضع إلى الوعي وهي أسرع.. وأحيانًا تكون أكثر توفيقًا وأكثر إيجابية.. وعندما تتمرن على أخذ القرارات السريعة اللاواعية فيها.. فإنها تصبح عندك مَلَكَة تمارسها في أوقات كثيرة.. دون تفكير أو تمحيص أو استشارة.. ولعل من أهم ما يؤثر على اللاوعي عندنا هو تلك الصورة السلبية، التي نوضع فيها.. وعندما يكون الإنسان إيجابيًا فإن اللاوعي يكون معه متعاونًا في إظهار هذه الإيجابية بتصرفات أخلاقية محترمة.. والعكس صحيح.. فالبيت الذي يسوده الهدوء والاحترام يؤدي دوره في تنمية اللاوعي.. لكي يكون إيجابيًا في تعامله مع غيره.. إن معظم قراراتنا ليست من وعينا وإرادتنا الحرة.. إنها تصدر عفويًا وبسرعة وبقرارات خاطفة وسريعة.. دون علمنا كيف أتت وكيف ظهرت من تصرفاتنا.. إنها قرارات ناجحة وموفقة وصادقة.. ونجاحنا يعني أننا استبدلنا العوامل السلبية بعوامل أخرى إيجابية.. وضحت فيها رؤيتنا بالبصيرة دون تشويش أو عرقلة.. وأدت إلى بصيرة متميزة وفطرة لا تضللها غرائزنا.. في الشركة التي تديرها.. إذا دخل عليك مدير المكتب وقال لك إن فلانًا يريد أن يقابلك وقد أزعجني باتصالاته والآن منفعلًا خارج المكتب.. أول فعل عندك أن ترفض مقابلته.. ثم تستدرك فتسمح له بالدخول.. ولكنه لن يحظى بما جاء من أجله.. فردّك عليه سلبي بقدر ما كان من مدير المكتب.. أما إذا قال لك مدير المكتب.. فلان الرجل الطيب بالباب ويود مقابلتكم وأنه رجل خلوق.. ردك الأول عليه دون وعي.. فليدخل وتقضي حاجته فورًا.. إن المشاعر التي سبقت المقابلة كان لها تأثيرها على قرارك اللاواعي الفوري.. وأن عقلك اللاواعي تحيز من الموقف.. ولكن كيف يمكن لنا أن نجعل هناك توافقًا بين ما نفكر فيه ونتأنى.. وبين لاوعينا.. النتيجة النهائية.. هو أن تجعل لاوعيك صديقًا صدوقًا.. وقائدك الوفي الذي يجعل من قراراتك أكثر ذكاءً ونجاحًا.. وهو الصانع لأهم المواقف التي تراها أو تتعرض لها في طرفة عين أو نظرة سريعة.. «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ» سورة العنكبوت آية رقم 69. فاكس: 6514860 [email protected]