شاهدتُ فيلمًا هنديًا عن هندي يضرب آخرًا كفًًًّا مُدوّيًا، والضرب بالكفّ عند الهنود إهانة عُظْمَى، وتجاهلوا بذلك تعاليم غاندي الذي كان لأجل السلام يوجّه أتباعه إذا ضُرِبُوا كفًّا على خدّ أن يُديروا الخدّ الآخر للضارب!. ثمّ صدّقوا أو لا تصدّقوا: لم تجد ابنة المضروب ضمن مئات الملايين من الهنود من يشغفها حُبًّا سوى ابن الضارب، حقيقي فيلم هندي!. وهنا تقوم حرب بين الأبويْن، بضراوة الحروب الهندية الباكستانية بين عامي 1947 1999م، لكن مع تطابق هدف طرفي الحرب وهو تفريق الابن والابنة العاشقيْن!. والمشكلة هي أنّ رأسي العاشقيْن «أنشف» من رأسي قيس وليلى، وحالهما يصفه قيس نفسه عندما طُلِب منه نسيان ليلى: وَقَالُوا لَوْ تَشَاءُ سَلَوْتَ عَنْهَا..!. فَقُلْتُ لهُمْ فَإنِّي والله لا أشَاءُ..!. عمومًا، أحزنني الأب المضروب وهو يبكي ويرجو ابنته ألّا تتزوج ابن ضاربه قائلًا لها: لقد ضربني أبوه كفًّا، وهي تُكرّر له: إنّي أُحبّه دادي!. دادي في عينِك، ويقطع الحبّ وسنينه إذ فضّلْتيهِ على أبيكِ، لكن كحال الأفلام الهندية، العقيمة فكريًا والمُفلِسة فنيًا، ودون أن يقلق بان كي مون من حرب الأبوين، ودون أن يجتمع جون كيري وسيرجي لافروف «تسعطعشر» مرّة للتظاهر بأنهما سيحلّان قضية الكفّ كما يفعلان مع القضية السورية، ودون أن تُرسل إيران كبير إرهابييها التنفيذيين قاسم سليماني لنُصرة أحد الأبويْن، يتدخل القدر فيُقتلُ شابٌ هندي آخر في حادث سيارة وتزول ملامحه، فتظنه الشرطة ابن الضارب، فيحزن المضروب على الضارب ويتصالحا، ليظهر الابن فجأة وليس فيه ضرْبة، فيتزوج العاشقان وهات يا رقص وغناء هندي!. كفّ هندي سبّب قضية وحُلّت، فمتى تُحلّ قضايا الأمّة العربية الناتجة عن الكفوف الكثيرة التي ضُرِبت بها على الخدّيْن؟. @T_algashgari [email protected]