باتت فاجعة حي الشوقية بمكةالمكرمة تؤرق المجتمع، جراء بشاعة الجريمة التي حدثت على يد معلم للتربية الخاصة يدعى «مازن» الذي أقدم على قتل والده «الأستاذ الجامعي بأم القرى سابقا الدكتور محمد صدقة حنيفة»، وكذلك أخته، وأصاب أمه، مستخدما آلة حادة «سكين». وبينت مصادر مطلعة أن ( المعلم الجاني ) سيحال اليوم السبت لهيئة التحقيق والإدعاء العام، حيث ذكر الجاني مبدئيا أن الأسباب التي دفعته لقتل أبيه وأخته وإصابة أمه جاءت من دواعي الغيرة، حيث قال «إن والديه كانا يميزان ويدللان أخته التي قتلها أكثر منه». وأشارت المصادر أنه خضع خمسة من أشقاء الجاني للتحقيق، لأخذ أقوالهم لمعرفة ملابسات الجريمة. في حين لم يتقرر موعد دفن الأب وابنته حتى مثول هذا الخبر للنشر. وعلمت «المدينة» من مصادرها أن «الأم» التي تعرضت لعدة طعنات على يد فلذة كبدها لا تزال منومة بقسم الجراحة نساء بمستشفى النور التخصصي بمكة وحالتها مستقرة. فيما أوضحت مصادر أن المعلم «مازن» الذي قتل والده وأخته وأصاب أمه في منزلهم بحي الشوقية بمكة أمس الأول، يعمل معلما للتربية الخاصة وهو منقول من تعليم الليث لمكة حديثا لهذا العام، ويعاني من اضطرابات نفسية ولديه ملف في مستشفى الصحة النفسية بمكة. آل تميم: الدكتور صدقة شغل رئيسا لقسم المناهج وطرق التدريس.. طاهر السريرة تحدث الدكتور عبدالله بن محمد آل تميم أستاذ المناهج المشارك وكيل المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى، وهو صديق «الدكتور محمد صدقة حنيفة» الذي قتل على يد ابنه أمس الأول في حي الشوقية، أن الدكتور صدقة شغل رئيسا لقسم المناهج وطرق التدريس في كلية المعلمين، منذ سنوات فكان حسن السيرة طاهر السريرة، لا يحمل حقدا ولا يسر إلا ما يظهر من التعامل الفذ والراقي. وأضاف آل تميم خلال حديثه مع « المدينة « إنه لا يزال يتذكر المغفور له بإذن الله حين بادر إبان كلفت برئاسة قسم المناهج وطرق التدريس، حيث جاءني مباركا وقال لي لم أستطع من الفرحة تهنئتك بالجوال ولا يكفيني إلا القدوم إليك مهنئا. مضيفا إنه كان يتعهده كثيرا بالاتصال والسؤال والاطمئنان. واختتم حديثه بالدعاء له بالمغفرة والرحمة وأن يربط على قلب زوجته وآل بيته وأحبته بالصبر والسلوان.
المستشار الأسري: دعم الأبناء وتحقيق التوافق النفسي والمراقبة لتصرفاتهم وأفكارهم وعلق المستشار الأسري سعد العمري قائلا إن فاجعة مكة التي أقضت مضاجع المجتمع السعودي كافة والتي ظهر فيها ان الجاني يعاني من اعتلال نفسي، فلا شك أن التربية في الصغر لها دور كبير في تكون الشخصية إما إيجابا أو سلبا بعيدا عن وجود خلل عضوي، فمن خلال تعامل الوالدين بصورة مباشرة بقصد او بغير قصد لكل حركاتهم وسكناتهم تكون مؤثرا على شخصية الابناء إما ايجابا او سلبا وتختلف باختلاف شخصية الابن حيث إن كل واحد منهم يحتاج لمعاملة مختلفة تتناسب مع شخصيته ونظرا لوجود العوامل المؤثرة الخارجية عن الوالدين من اقارب وغيرهم ووسائل اخرى مثل وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة يكون لها ايضا دور وعامل مؤثر ايجابا او سلبا ويختلف بحسب التعاطي لتلك الوسائل واستخدامها. مشيرا أن تعامل الوالدين يكون العامل الاساسي والدور الاكبر والاقرب لاكتشاف الانماط والاختلاف وحدوث الاعتلال ومن تلك العلامات وجود اشكالية في التواصل مع الوالدين وايضا مع الآخرين من الاخوة والجيران وفي المدرسة وبصورة متكررة وصعوبة في الفهم لهم وايضا وجود صعوبة في التكيف مع الازمات والضغوط النفسية وضعف في القدرة على مواجهة المشكلات الحياتية بشكل متكرر في المدرسة والعمل والبيت .وننوه هنا انه ليس بالضرورة ان تكون جميع هذه العلامات مجتمعة في الشخص ولكن غالبا ما تكون فيه الكثير منها وهي مؤشر للوالدين لمدى قابلية الابن للانحراف او انه في مرحلة من مراحلها التي يحتاج الى تدخل سريع. ومن المهم في تربية الابناء والتعامل معهم ايصال القيم الاسلامية بصورة صحيحة وعدم الانقطاع في التواصل بين الوالدين والابناء. المزيد من الصور :