ما حال مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد في جدة؟ أين هو من تاريخ تشغيله رسميًّا؟ جزئيَّا، أو كليًّا!! هل صحيح شائعات توقُّف العمل، أو تباطؤه الشديد لأسباب تتعلَّق بالتمويل؟ هل من شفافية تضع النقاط على الحروف؟ لقد طال انتظارنا لهذا المولود الكبير، بل لقد هرم كثير منَّا، وهو ينتظر، فحال المطار الحالي بائس، ولا غرو إن كان قد تبوَّأ المركز الثاني في قائمة أسوأ مطارات العالم للأسف الشديد. كَثُرت الوعود، وتكرَّرت، وما من موعد مُقدَّس مضروب، بل هي مواعيد تنتقل من ربع إلى ربع: الربع الأول من 2016، ثم الربع الأخير، ثم الربع الأول من 2017، وهلم جرا، والأمل يبدو ضعيفًا جدًّا في افتتاح قريب. وللعلم فقد بدأ مشروع الصالة الخامسة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض بعد البدء في مشروع مطار جدة، وقد انتهى وبدأ تشغيله، في حين لا يزال التاريخ الفعلي مجهولاً بالنسبة للمطار في جدة. ويستتبع تأخير الانتهاء بالضرورة تأخير اكتمال البنية التحتيَّة المحيطة بالمطار، فالطريق المحاذي له جنوبًا في وضعه الحالي مؤقت، والسير فيه مزعج وخطير، يضيق حينًا ويتَّسع حينًا، وصبَّاته الخرسانيَّة الكثيرة المنتشرة في كل ناحية تنذر بشرٍّ مستطير، لو قدَّر الله وحدث محذور، وهو أمر غير مستبعد في ظل الممارسات الجنونيَّة التي يرتكبها بعض المتهوِّرين من الشباب تحديدًا. وخلال الأيام الماضية قامت إدارة المطار بتنفيذ ما تحسبه تحسينًا للحركة عند الصالة الجنوبيَّة (المخصَّصة للسعوديَّة وناس)، فأفرغت كل المساحة المخصصة لتنزيل الركاب المسافرين، وخصَّصتها للحافلات الكبيرة، باستثناء خطين ضيقين فقط. والنتيجة أن الحافلات استخدمت المساحة الكبيرة المتاحة للوقوف فترات طويلة، وكأنَّها مواقف طويلة الأمد، في حين ضُيِّق على المركبات العادية الأخرى، فطالت طوابيرها، وازدادت فترة تنزيل الركاب أضعافًا مضاعفةً. والسبب أن هناك من يخطط بعيدًا عن واقع الحال، وكأنَّه يعيش مثاليَّات لا حدود لها، أو هو لا يرى إلاَّ بعينٍ واحدةٍ، فيرى شيئًا، وتغيب عنه أشياء. متى ندرك أنَّ المطار هو واجهة المدينة، وأن بؤسه يعكس بؤس المدينة؟! [email protected]