تشير بعض الإحصاءات بأن المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الأولى بين دول مجموعة العشرين الأكثر منحًا لإجازات الأعياد والعطلات الرسمية بجانب الإجازات الأسبوعية والثانوية، وتختلف الإجازات بين الدول وفقًا لقوانين العمل في كل دولة، وتحتل المملكة المركز الأول بين تلك الدول في منح الإجازات الرسمية ب59 يومًا، أي معدل شهرين، تليها البرازيل وفرنسا ب41 يومًا، وأقلها الصين ب5 أيام فقط، وذلك على مستوى الإجازات الرسمية للعاملين في القطاع العام. أما على مستوى السنة الدراسية، فيُعدُّ العام الدراسي بالمملكة من أقصر الأعوام الدراسية بين دول العالم، إذ تتراوح مدته بين 140 - 150 يومًا، فضلاً عما يعترض هذا العام من مناسبات مختلفة تستوجب توقيف الدراسة وتجزئتها، في حين نجد بأن معدل أيام الدراسة طوال العام في بعض الدول المتقدمة كاليابان يصل إلى 253 يومًا، وفي سويسرا 207 أيام، وفي هولندا 200 يوم، أضف إلى ذلك أن اليوم الدراسي لدينا هو من أقصر الأيام الدراسية، إذ لا تتجاوز مدته 6 ساعات، في حين نجد اليوم الدراسي في تلك الدول بمعدل من 8-9 ساعات يوميًا. غدًا يبدأ الفصل الدراسي الأول لدينا، وتنتهي واحدة من أطول الإجازات الدراسية، والتي استمرت قرابة ال4 أشهر للطلاب والطالبات، أي حوالي ثلث العام تقريبًا، ومع أنها كانت من أطول الإجازات إلا أن البعض كان لا يزال محتفظًا ببعض الآمال لكي يتم تمديدها أيضًا، وكأن الفترة الماضية لم تكن كافية له لكي يرتاح من عناء دراسة العام الماضي، ويا ليت أمثال هؤلاء الذين كانوا يأملون في تمديد الإجازة كانوا مستفيدين من أوقاتهم أو كانوا منهمكين في أعمال وأنشطة وبرامج تعود عليهم بالنفع، بل على العكس من ذلك فقد كان كثير منهم يعيش في فراغ كبير، فليلهم نهار، ونهارهم ليل، فهم بين سهرٍ ولعبٍ، مما جعل كثيرمن الأسر تنتظر بفارغ الصبر انتهاء هذه الإجازة الطويلة، والتي كانت أشبه بالكابوس بالنسبة لهم. غدًا يبدأ العام الدراسي الجديد، وستتخلله أيضًا العديد من الإجازات المختلفة، ويبقى الموسم الدراسي قصيرًا كالعادة مقارنة بالمواسم الدراسية في دول أخرى، في حين يبقى معدل الإجازات مرتفعًا في وقت نحن في أمسِّ الحاجة فيه إلى المزيد من العمل والنشاط والحيوية، والاستفادة من الوقت، ورفع مستوى الإنتاجية في كافة مرافق الدولة لمواكبة برنامج التحول، ولتحقيق الأهداف والطموحات والآمال المعقودة على رؤية السعودية 2030م. [email protected]