يوم أمس انتهت أعمال الحجِّ تمامًا، وأصبح مشعر منى قاعًا صفصفًا، بعد موسم ناجح، اتَّسم بغياب العنصر التخريبي الخفي، الذي تمثله الفئات (الرافضيَّة) التي تعلمون! ما أجمل أن ينتهي الموسم دون حوادث تُذكر، بل بأعمال مجيدة تُشكر! تكاتفت كلُّ القوى والجهات الرسميَّة مع الشعبيَّة لإنجاح هذه الشعيرة الكبرى. وهي حتمًا تفعل ذلك كل عام، إلاَّ أنَّ نجاح هذا العام كان واضحًا بيِّنًا خاليًا من العيوب، ولله الحمد، وله المنَّة والفضل. في مقاييس النجاح استحقَّت معظم الجهات الدرجة الكاملة دون استثناء. ولا ننسى أنَّ نمنح الدرجة كاملة أيضًا لأولئك الذين أراحونا من غوغائيَّتهم، وفوضويَّتهم، وشعاراتهم، وتنغيصهم. شكرًا لهم؛ لأنَّهم صدقوا حين رفضوا علانيَّة ما التزم به الجميع من مراعاة لآداب الحجِّ، وتعاليم الشرع، وقصر الحجِّ على طاعة الله وعبادته، لا تمجيد العمائم، ونشر الخرافات، والخزعبلات، والسخافات، وبثّ الرعب والفرقة والفوضى. خلو الحجِّ من الشوائب والحوادث -صغيرها، أو كبيرها- دليلٌ ساطعٌ على أنَّ هذه الشعيرة تتطلَّب تكاتف كلِّ الجهات، وتعاون كلِّ الحجَّاج. وعليه فأيُّ خروجٍ على النصِّ الشرعيِّ، والميثاق التنظيمي يؤدِّي إلى حوادث تعكِّر صفو نجاح الركن الخامس، وما قد يستتبعه من خسائر في الأرواح والأجساد. شكرًا لكلِّ جنديٍّ ساهم ولو بكلمةٍ طيِّبةٍ قدّمها لحاجٍّ محتاجٍ. شكرًا لكلِّ عاملٍ صحيٍّ أسعفَ حاجًّا ولو بجرعة دواء. شكرًا لكلِّ داعيةٍ يسَّرَ لحاجٍّ مناسك حجِّه فلم يتشدَّد ويتنطَّع. شكرًا لكلِّ عاملِ نظافةٍ ساهم ولو بإزالةِ شيءٍ من الزبالة. شكرًا لكلِّ مرشدٍ أرشدَ حاجًّا تاه في المشاعر. شكرًا لكلِّ مطوِّف أحسن إلى حجَّاجه فلم يسئ استغلال جهلهم وضعفهم. شكرًا لمَن خطَّطَ ونظَّمَ ورتَّبَ وأشرفَ وراقبَ. شكرًا لكلِّ مَن أحسن إلى ضيف من ضيوف الرحمن قولاً وعملاً، وبطيبة نفس طمعًا في رضا الرحمن. شكرًا لكلِّ مسؤول في الدولة بدءًا بالملك القائد، وولي عهده، وولي ولي العهد، وكل الوزراء المعنيين، وكبار المسؤولين وصغارهم. لقد أبلوا بلاءً حسنًا، فلهم من كلِّ مُحبٍّ لهذه البلاد الطاهرة الدعاء بالتوفيق والسداد، وخير الجزاء في الدارين. [email protected]