تقول المصادر: إن عدد قضايا الطلاق في محاكم الأحوال الشخصية ودوائر الأحوال الشخصية في المحاكم للعام الماضي 2015 بلغ 35.268 حالة في حين تم توثيق 133.687 عقد نكاح في العام نفسه، وأن نسبة الطلاق للعام نفسه وصلت إلى 26.3%. أي بحسب النسب المعلنة فإن عدد الزيجات التي تفشل تتجاوز ربع الزيجات الإجمالي، وهي نسبة عالية وموجعة مع التبعات المترتبة على كل زيجة تنتهي بالطلاق من شتات للأبناء ونزاعات تتعلق بالحقوق تخلف العداوات بين الطرفين من ناحية وأسرتيهما من ناحية أخرى، ما يهدد كثيرًا من العلاقات الاجتماعية بشكل عام. لا يستغرب أن تتجاوز هذه النسب الموجعة أطرافها المباشرين فتشغل جهات عدة معنية بالمجتمع والأسرة وحقوق الأبناء والمطلقات، فتجري الدراسات وتطلق الحملات التوعوية والبرامج التأهيلية. لكن أسوأ ما يبذل من جهود لتقليل هذه النسب والمحافظة على قيام الزواج واستمراره هو ظهور النزعة الذكورية لدى الأطراف التي تتولى مهام النصح والإصلاح حين تشجع الطرف الأضعف على تحمل الغبن والصبر عليه فلا يزداد الأمر إلا سوءًا بزيادة عدد الأبناء وظهور الاعتلالات النفسية والعضوية لدى الضحية وأحيانًا ارتفاع مستوى الظلم وتحوله لتعنيف نفسي أو جسدي أو كليهما معًا فتتفاقم الأمور وقد تصل حد سجن المعتدي مع ما تتعرض له الأسرة من حرج إعلامي مع نهم وسائل الإعلام الحديثة على تداول هكذا أخبار. ينبغي أن ندرك مع ما تشكله نسب الطلاق العالية حقيقة مهمة وهي أن الطلاق حلال ولو كان أبغضه، وأن الظلم محرم على الإطلاق ولا استثناء فيه، وأن تشجيع طرف على الخنوع وتحمل الأذى وتقبّل الظلم مهين للكرامة وخادش للإنسانية وأن الأشخاص الذي يقبلون الهوان ليسوا أهلا للتربية، وأن الزواج الذي يتم تهدئته بمسكنات النصح والتوجيه خطر هو الآخر على أعضائه وعلى المجتمع لأنه قد ينتج أفرادًا منحرفين أو مدمنين أو معتدين أو حتى إرهابيين. إن مواجهة نسب الطلاق المرتفعة ينبغي أن تكون واعية وألا تغفل عن أن الله ما أحله إلا لأنه في حالات معينة أولى من الاستمرار، وأنه قد يكون إجراء صحيا ورفع ضرر وإنقاذ مستضعفين، بل ينبغي مع ما يوجه للأفراد من توعية بأهمية الأسرة كنواة للمجتمع وحثهم على المحافظة عليها أن تتضمن هذه التوعية أن شيطان الظلم أبشع من أن يكون على الزوجين تحت سقف واحد، وأن على الطرف المتضرر أن يكون قويًا واعيًا لا يقبل بالظلم ولا يخضع له، فالطلاق حلال والظلم هو الحرام. @Q_otaibi [email protected]