يحق لهذه البلاد أن تفخر بخدمتها لبيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف وتوفيرها كل السبل الممكنة لتسهيل الزيارة والحج والعمرة والعبادة في الحرمين الشريفين وحولهما . أنجزت المملكة الكثير في توسيع الحرمين بأفضل شكل ممكن يحقق للمتعبدين سهولة ويسر عبادتهم . وهذا هو الإنجاز العظيم لهذه الدولة السعودية ومواطنيها . ويفوق بدرجات عظيمة ما توفره من وقود كبترول وغاز لهذا العالم . فالإعلام بمختلف أنحاء العالم يركز على المملكة كمنتج كبير للبترول ويسعى لتجاوز الحديث عن ما توفره المملكة العربية السعودية من خدمات للزائرين العابدين ضيوف الحرمين الشريفين ، والإنجازات الضخمة في توسعات متواصلة بعهود متتالية لملوك آل سعود . وليس هناك قلق من نضوب العبادات ولا توقف الحاجة لزيارة المقدسات ، كما هو الحال عند النظر إلى الطاقة وما توفره المملكة في مجالها . ومن المؤكد أن خدمات العبادات ، العمرة والحج ، بالإضافة إلى ما يمكن أن نطلق عليه مسمى « السياحة الدينية « ، بإمكانها أن تحقق دخلاً ضخماً يعوض عن الكثير مما يمكن أن تفقده البلاد نتيجة لتقلص الدخل من البترول وذلك فيما إذا تم التوسع في تقديم التسهيلات للزائرين وتنوع الخدمات المرغوبة ، وخاصة زيارات الأماكن الأثرية الدينية التي يتعطش المسلمون إلى زيارتها . وخلال استقباله رؤساء بعثات الحج الرسمية من الدول العربية والإسلامية أكد الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينةالمنورة أن حكومة خادم الحرمين الشريفين ، الملك سلمان بن عبد العزيز ، لا تدخر جهداً في سبيل تسخير كافة الإمكانات والموارد لراحة ضيوف الرحمن ، وتحرص على تطويع التقنية الحديثة لتمكين الحجاج من أداء مناسكهم بيسر وسهولة . وأدان سموه التشدد الذي يسيء الى المسلمين والإسلام ، ويشوه صورة الإسلام وتعاليمه ، وأكد أن التشدد الأعمى دليل على جهل بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف . واستشهد الأمير فيصل بن سلمان بما قاله خادم الحرمين الشريفين ، الملك سلمان بن عبد العزيز ، من أن : « أكبر تحدٍّ تواجهه أمتنا الإسلامية هو المحافظة على ثروتها الحقيقية ، وأمل مستقبلها ، وهم الشباب ، من المخاطر التي تواجههم ، وبخاصة الغلو والتطرف واتباع الدعوات الخبيثة المضللة التي تدفعهم الى سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة تتنافى مع الفطرة السوية ، ومع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف ، وثوابت وقيم مجتمعاتنا الإسلامية «. ولا شك أن مصيبة هذه الأمة انحراف بعض دعاتها الذين يؤثرون على الشباب ويغسلون أدمغتهم بتحريف معاني القرآن وبتقديم فتاوى مشبوهة ، وتصوير الباطل والمنكر وكأنه جهاد في سبيل الله . وهؤلاء هم من روَّج لفكر أتى بالقاعدة وتوابعها ، وتلتها داعش وتفريعاتها ومجموعة من منافسيها الذين يختلفون في أسلوب عملهم ، ولكن ليس في فكرهم الداعشي .. ومن هؤلاء من غسل فكرهم الى حد أن أقدم أحدهم على محاولة الاعتداء على المصلين في المسجد النبوي الشريف . ولا شك أن علاج التطرف هو بعلاج الفكر الذي يتبناه ، وسيكون العلاج الناجع إبعاد دعاة الغلو والتشدد المشوهين للعقيدة عن وسائل الدعوة ومنعهم من استخدامها سراً أو جهراً ، وتسليط الضوء عليهم إعلامياً حتى يتجنب فكرهم من قد تصله بعض مطبوعاتهم أو تسجيلاتهم السابقة. [email protected]