لم تمنعه إعاقته البصرية من معانقة الذهب مرارا وتكرارا، صعد منصات التتويج ببصيرته التي عوضه الله إياها بدلا عن بصره، يتخطى الصعاب التي تواجهه بسلاح العزيمة والإصرار حاصداعددا من الجوائز من ضمنها المركز الثاني على مستوى المملكة مع نادي جدة لذوي الاحتجاجات الخاصة، وكذا المركز الأول في بطولة النخبة في ألعاب القوى، إضافة إلى 8 بطولات أخرى على مستوى محافظة جدة في مجال لعبة كرة الهدف للمكفوفين.. إنه وليد القادري (20عاما) والذي يعاني من إعاقة بصرية منذ طفولته. عامان للاستفاقة يروي وليد قصته حيث يقول: «عشت طفولتي مبصرا إلى أن بلغ عمري (11) عاما، وكنت أعاني حينها من ضعف شديد في النظر فأجريت عمليتي تصحيح في إحدى المستشفيات المحلية، ولكن قدّر الله بعدم نجاحها، وعلى إثرها أصبت بالعمى، وكان هذا قضاء الله وقدره لي، وشأني شأن أي شخص يتحول من مبصر إلى كفيف كانت الصدمة كبيرة بالنسبة لي ولأهلي ومكثت حوالى عامين حتى أستفيق منها، لانطلق بعدها بعزم وإرادة كان سندي فيها بعد الله عز وجل هما والدي حفظها الله لي». مواصلة التعليم.. أسابيع للتكيف ويضيف: «بعد تشجيع من والديّ وتحفيز منهما عدت مجددا لمقاعد الدراسة، لكن ليست المقاعد التي ألفتها من قبل، حيث درست في معهد التربية الخاصة، إذ البيئة مختلفة تماما والجو التعليمي كذلك، وكان لازما عليّ التكيف معها وما هي إلا بضعة أسابيع تقريبا من ثم تكيفت معها وأصبحت أتشوق للذهاب إليها كل يوم». رحلة مع التحديات واستعاد القادري تلك الأيام حيث قال: «مكثت أتلقى تعليمي في المعهد إلى أن صدر قرار دمج الطلاب ذوي الإعاقة مع أقرانهم الطلاب الأسوياء، وانتقلت إلى مدرسة الثغر النموذجية الابتدائية وبعدها المتوسطة والعام القادم الثانوية بإذن الله تعالى، مشيرا إلى أن القرار ساهم بشكل كبير في غرس الإرادة والعزيمة لديه لينافس ويتحدى أقرانه المبصرين حتى يتفوق عليهم، ومنها بدأت رحلته مع عالم التحديات». واستعرض وليد أبرز الإنجازات التي حققها بقوله: «اشتركت في كثير من المسابقات وحققت عددا من الجوائز من ضمنها المركز الثاني على مستوى المملكة مع نادي جدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كما حققت المركز الأول في بطولة النخبة في ألعاب القوى الرمح والجلبة، إضافة إلى 8 بطولات أخرى على مستوى محافظة جدة في مجال لعبة كرة الهدف للمكفوفين»، لافتا إلى أنه حقق كل تلك الإنجازات بفضل الله أولا ثم بدعم والديه وكذلك دعم إدارة المدرسة ورائد النشاط المعلم فؤاد بن كليب الذين حفزوه ودعموه لمواصلة تحقيق الإنجازات». تمثيل المنتخب وأشار القادري وزميله الكفيف أيضا منصور السلمي، إلى أن قرار الدمج بما له من مزايا إيجابية إلا أنه بحاجة إلى تطوير، حيث اشتكيا من عدم قدرة بعض المعلمين في إيصال المعلومة لشريحة المكفوفين الذين يظلون طوال معظم الحصص مجرد مستمعين فقط». وعن طموحه قال: «الإعاقة لن توقفني، فطموحي أن أكون معلما للغة العربية لذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى تمثيل المنتخب السعودي في كرة الهدف للمكفوفين، بإذن الله تعالى». من ناحيته أوضح رائد النشاط بمدرسة الثغر النموذجية بجدة فؤاد موسى، أن طلاب التربية الخاصة بالمدرسة وعددهم للعام الحالي (11) طالبا، متفاعلين جدا مع الأنشطة اللاصفية حيث إنهم يبادرون بتذكيري بإرسال موافقات لأولياء أمورهم، كما أن لديهم مشاركات في أنشطة خارج المدرسة فالله سبحانه وتعالى أعطاهم موهبة الذكاء والفهم» لافتا إلى أنهم يتابعون هذه الفئة خارج أوقات الدوام المدرسي تحفيزا وتشجيعا لهم. دورات في التربية وعن قرار الدمج قال: «بعض المعلمين غير مؤهلين في التعامل مع طلاب التربية الخاصة، فيجب إعطاؤهم دورات تأهيلية في طرق التعامل مع هذه الشريحة من الطلاب، وأتوقع أنه سينعكس على مستوى الطلاب بشكل إيجابي».