تتمتع غابة خيرة، في منطقة الباحة، بطبيعة ساحرة، بوصفها إحدى أكثر المناطق السياحية جمالًا؛ بما تضمه من شلالات متدفقة، محفوفة بالأشجار والخضرة، إلا أن غياب الاستثمار عنها أدخل هذه المقومات الخلابة في دائرة التجاهل والإهمال، حيث يحتاج الطريق المؤدي للغابة إلى استكمال، كما تفتقر إلى المظلات والمطاعم والمنتجعات ومختلف المشروعات السياحية، ومن جانبه أكد مدير السياحة بمنطقة الباحة، زاهر الشهري، وجود دراسات للاستفادة من الغابة. الطبيعة البكر تجذب الزائرين «المدينة» رصدت هذه الطبيعة الخلابة، كما التقت ملاك المزارع في القرية المجاورة، للحديث عن المقومات السياحية المتميزة التي تتمتع بها المنطقة. ويقول العم محمد الزهراني، أحد ملاك المزارع: إن القرية بشلالاتها المنسكبة، ومياهها الوفيرة، وجداولها المتدفقة، أصبحت محط أنظار زوار منطقة الباحة؛ لقربها من منتزه رغدان، والطبيعة البكر التي تتمتع بها، من أشجار العرعر والعتم، مشيرًا إلى أن المنطقة تتمتع بكثرة الخيرات، والإنتاج الوفير من المحاصيل الزراعية على مدار العام. قنوات للسقيا ولفت الزهراني إلى أن مزارعي القرية، سعوا للحافظ على المياه، عبر إنشاء مجرى لها تحت الأرض، عبارة عن سراديب، تصل من أعلى الجبل، حتى أسفل الوادي، بطريقة هندسية فريدة، تشق المدرجات الزراعية، ويصل طول بعضها إلى 100 متر تقريبًا، وفي أعلى كل مدرج زراعي، يوجد حوض لتجميع المياه، وسقاية المزرعة، يعرف ب»الكضامة»، وفي حال الانتهاء من السقاية يتم تحويل المياه عبر المجاري الأرضية للوادي الذي يليه. وأضاف العم محمد: أسفل الوادي توجد بئر قديمة، تنتهي إليها مياه الشلالات تسمى «القلت»، وهي بئر طبيعية ذات تجاويف صخرية عميقة، ناتجة عن عوامل التعرية، وينحدر إليها أكبر وأطول شلالات المنطقة الجنوبية دائمة الجريان، ويقل جريانها مع انقطاع الأمطار، فتعطي الزائر لوحة بانورامية تضفي متعة بصرية فريدة، مشيرًا إلى أن الأهالي حاولوا في الماضي معرفة عمق البئر بإنزال حبال إلا أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى نهايته. غياب الخدمات والمشروعات ورصدت «المدينة» خلال جولتها في المنطقة، حرص العائلات والشباب على الجلوس وسط الطبيعة الساحرة والاستمتاع بالمنظر الخلاب للشلالات، وهي تصب في أسفل البئر، والجداول المنشقة من المياه الفائضة. ويقول سعيد الجهني: «قدمت من منطقة المدينة بعد تداول مقاطع للشلالات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولم أتوقع أن يكون المكان، بهذه الروعة، مطالبًا باستكمال الطريق، وتعبيده وإنشاء مظلات مطلة على الشلالات، ومطاعم لتقديم خدمة متكاملة للزوار. بدوره يقول مازن الحارثي: إن غابة خيرة، تعد وجهة سياحية فريدة من نوعها؛ لما تمتلكه من مقومات طبيعية ساحرة، بجداولها الوفيرة، وأجوائها العليلة، مؤكدًا أنه يفضل هو وأسرته قضاء أوقاته بالمنطقة؛ للاستماع بجمال الطبيعة، وأشجارها. وجهة المصورين أما المصور الفوتوغرافي، والإعلامي ناصر العصيمي، فأكد أن شلالات غابة خيرة، تمثل منطقة ساحرة للمصورين، بما يتوافر بها من مقومات الطبيعة الغناء، داعيًا المصورين، والإعلاميين إلى نقل ما تمتلكه الغابة من مقومات سياحية، إلى المجتمع. من جهته أوضح مدير السياحة بمنطقة الباحة، زاهر الشهري، أن الغابة مملوكة لأمانة الباحة، معربا عن أمنياته في أن يتم استغلالها في إقامة منتجعات سياحية، ومشروعات تتناسب مع البيئة، وتشغيل الشلالات؛ لتنشيط الحركة السياحية. وأضاف: توجد دراسات لاستغلال المنتجعات والمشروعات السياحية، بالمنطقة، لكن لم يتم العثور على مستثمر إلى الآن، مشددًا على أن الحركة السياحية تحتاج إلى صبر. مشاهدات من الجولة: صعوبة الوصول إلى الوادي لعدم استكمال الأسفلت. مطالب بإنشاء مظلات إضافية مطلة على الشلال. طالب بإنشاء منتجعات ودور إيواء ومطاعم وألعاب الأطفال. إعداد برنامج سياحي يتوافق مع طبيعة المكان.