أحياناً نجد أنفسنا مثقلين بالكثير من الأسئلة الهامة والمحورية في حياتنا والتي لانمتلك الإجابة الشافية الكافية عليها،ولكن لايمكن تغافلها ، ودعوني من خلال هذا المنبر المتاح أطرح بعض تلك الأسئلة علها تجد القادرين على الإجابة عليها بشفافية وإقناع فأقول : - إن بلادنا الحبيبة تحتل مساحة تقدر ب 2٬150٬000 كم- هي الأكبر عربياً وعدد سكانها يقدرون ب 28 مليوناً وهو عدد يعد قليلاً قياساً بتلك المساحة الشاسعة من الأراضي ومع ذلك نجد أن أكثر من 70% من هؤلاء السكان لايجدون مسكناً خاصاً أو أرضاً يبنون عليها مسكناً لهم ، ثم إن الأكثر ايلاماً من ذلك أن هناك شحاً كبيراً في عدد المقابر وحجم استيعابها لأعداد المتوفين يومياً داخل المدن الكبرى ، مما يجعل تلك المشكلة قائمة في حياة المواطن وبعد موته ، فكيف يكون ذلك ؟! - إن بلادنا الحبيبة قد منحها الله سبحانه ثروة طبيعية جعلت منها إحدى الدول العشرين الأوَل ذات الأثر الاقتصادي في العالم ، لكن في مقابل ذلك نجد بعض أبنائها يشكون العيش تحت خط الفقر ، فكيف يكون ذلك؟! -إن معدل البطالة في بلادنا الحبيبة لايزال مرتفعاً وأغلب طلابنا المبتعثين في الخارج والمؤهلين تأهيلاً عالياً بعد أن وفرت لتأهيلهم الدولة المليارات من الريالات ومعهم الكثير من خريجي جامعاتنا المؤهلين أيضاً لا يجدون فرصاً وظيفية تحتويهم وتفيد من تأهيلهم ،وفي مقابل كل ذلك نجد أن أكثر من نصف السكان هم من العمالة الوافدة التي تحول كل عام أكثر من 170 مليار ريال الى أوطانها نظراً لسيطرتها على الكثير من منابع جلب المال إما وظيفياً أو تجارياً أو مهنياً فكيف يكون ذلك ؟! - وهب الله سبحانه بلادنا الحبيبة ثروة هائلة لاتقدر بثمن ألا وهي البترول وكما نعلم أننا نقوم بتصدير الأغلبية العظمى منه زيتاً خاماً تقوم الدول الصناعية بتصنيعه الى مواد استهلاكية مختلفة المنافع ثم تعيده إلينا فنشتريه مصنَّعاً بعشرات أضعاف ثمنه خاماً، فلماذا لا نقوم نحن بتحويله الى مواد مصنعة من خلال إنشاء مصانع مختلفة المنافع ونقوم نحن بتصديره الى الكثير من دول العالم كما هو الحال في المصانع البترولية الموجودة لدينا في الجبيل وينبع ورابغ ولكنها بالطبع ليست كافية لتحقيق الغرض المنشود، وبهذا نكون قد استثمرنا تلك الثروة الهائلة استثماراً جيداً . كم أثلجت صدورنا رؤية المملكة 2030 التي ركزت على عدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل بل اهتمت بتنويع مصادره ووضعت استثمار البترول الخام في مقدمة أولوية أهدافها لأنها أدركت أن الصناعة هي المستقبل الأهم لبلادنا .