في مقطع فيديو منشور بموقع يوتيوب، وصف أحدُ مقاتلي ميليشيا الحشد الشعبي العراقية التي تُسيطر عليها إيران جنرال الإرهاب الإيراني قاسم سليماني بأنه مثل خالد بن الوليد!. أنا حقيقةً تملّكني الاستغراب، فخالد بن الوليد هو من أكثر الصحابة الذين يكرههم الفُرْس، ولم ينسوا دوره في فتح فارس، خصوصاً في معركة الولجة التي انتصر المسلمون عليهم فيها، وقُتِلَ منهم خلالها 20 ألف مقاتل، واستخدم فيها خالد مناورات حربية جديدة، مثل مناورة الكمّاشة التي ما زالت تُدرّس حتى الآن في بعض الكليات العسكرية، فلماذا يصفون جنرالهم المحبوب عندهم بالقائد العربي المكروه جداً لديهم؟!. هو أحد سببين، إمّا عقدة النقص عندهم بعدم وجود قائد عسكري فذّ في تراثهم بحجم خالد فأرادوا مساواته بسليماني، والثريا لا تُساوى بما تحت الثرى؟. وإمَّا لتوجيه رسالة بأنّ سليماني سيُنكّل في المسلمين المدنيين من أهل السُنّة انتقاماً لانتصار خالد على أجدادهم المجوس، وفي هذا تناقض مع مبادئ الإسلام، إذ كيف ينتقمون ممّن كان أسلافهم سبباً لإدخالهم للإسلام وهم يزعمون حرصهم على الإسلام؟. أنا سأظلم خالداً بمقارنته مع سليماني، لكن لله ثمّ للتاريخ أقول إنّه سيف الله المسلول، بينما سليماني هو خنجر الشيطان الطائفي، وأنّ خالداً فتح البلاد لإخراج الناس من عبادة العباد لعبادة ربّ العباد، بينما سليماني يريد إرجاعهم لعبادة المُلالي ومراجع قُمْ وشيراز، وقد مات خالد وفي جسمه مئات الضربات من السيوف والرماح لأجل الإسلام، وسليماني يُسدِّد يومياً مئات الضربات للإسلام وللمسلمين السُنّة الأبرياء!. معذرةً خالد للمقارنة، وأنت قد صدق فيك قولُ الشاعر: ما وَاقَعَ الرُومَ إلا فَرّ قَارِحُهَا.. ولا رَمَى الفُرْسَ إلا طَاشَ رَامِيهَا!. @T_algashgari [email protected]