سُنَّة حسنة سنَّتها لجنة المسؤولين المخلصين في جامعة الملك عبدالعزيز: جامعة المؤسس منذ عقدين أو يزيد مؤداها تكريم المتقاعدين في الجامعة من أكاديميين وإداريين، ورسالتها: الوفاء والعرفان وشكر الناس على ما قدموه خلال عقود طويلة من جهود مخلصة وما حققوه من إنجازات بارزة في مجالاتهم وتخصصاتهم على وجه الخصوص، وفي الإسهام الفاعل في النهوض بالجامعة في العموم. ولا يقتصر هذا التكريم على المتقاعدين فقط بل يشمل المتميزين والمتميزات في الجامعة بشكل عام من الأكاديميين والأكاديميات والإداريين والإداريات من مختلف الأجيال والمراتب العلمية، فيما يشبه الاحتفاء بتسليم الرايات من جيل لجيل. وما يثير الإعجاب حقًا في هذا الوفاء وهذا التكريم، أنه يتم مرتين أو أكثر للمتقاعدين والمتميزين، فقد دأبت كليات الجامعة على تكريم متقاعديها ومتميزيها منفردة في احتفاليات تقام بهذه المناسبة في ختام الفصل الدراسي، كل كلية على حدة، فيُدعى كل الأساتذة وكل المنسوبين إلى حفل كبير في مكان مناسب تلقى فيه الكلمات وتوزع فيه شهادات الشكر والدروع للمتقاعدين والمتميزين من أكاديميين وإداريين، وكذلكم المترقين من أعضاء هيئة التدريس إلى أستاذ مشارك أو أستاذ، والحاصلين على جوائز داخل الجامعة أو خارجها، من الذين تفخر بهم الجامعة جميعًا. وأضرب مثلًا لاحتفاليات الكليات بحفل كلية الآداب والعلوم الإنسانية الذي امتد ليومٍ كامل في مقر كلية علوم البحار بأبحر، وشمل رحلة بحرية، ونشاطات ثقافية إضافة إلى إلقاء كلمات وقصائد شعرية متميزة، وتكريم عدد هائل من المنسوبين، فقد تم تكريم منسوبي كليتين كبيرتين: كلية الآداب والعلوم الإنسانية وكلية الإعلام والاتصال، وكان تجمعًا أخويًا قبل أن يكون تجمعًا أدبيًا وفكريًا وعلميًا معًا. والمثل الثاني هو احتفالية كلية الطب في القاعة الفخيمة بمبنى العيادات، وشهدت حضورًا كثيفًا من الأساتذة والأستاذات وعرض فيها أوبريت وطني جميل، وكما أسلفت فإن الجامعة تكرم المتقاعدين والمتميزين مرتين، فسوى التكريم على مستوى الكليات يقام حفل كبير في قاعة الملك فيصل للاحتفالات بالجامعة يكرم فيه كل منسوبي الجامعة مجتمعين في تظاهرة حب ووفاء وإخلاص برعاية مدير الجامعة وحضور وكلائها وعمدائها، ولم تختلّ هذه السنّة الحسنة هذا العام فأقيم حفل بهيج صباح يوم الأربعاء 27/7/1437ه، كُرّم فيه مئات المتقاعدين من كل الكليات والإدارات والتقوا جميعًا على صعيد واحد في جو حميمي من الحب والتقدير. أما واسطة عقد التكريم هذا العام، فكانت حفل تكريم معالي مدير الجامعة السابق الأستاذ الدكتور أسامة بن صادق طيب يوم الأحد 1/8/1437ه الذي كان مهرجانًا احتفاليًا بكل ما تعنيه الكلمة، فقد غصت قاعة الملك فيصل الضخمة بالحضور عاليها بالنساء وأسفلها بالرجال، وتوالت كلمات صادقات في استعراض مسيرة الجامعة في فترات أ. د. أسامة الثلاث التي كانت مسيرة نماء وعطاء وإنجاز على مدى اثني عشر عامًا قاد الجامعة خلالها قبطان ماهر يساعده ويسانده طاقم عالي التأهيل والإخلاص من الوكلاء والعمداء والإداريين. نعم هي سنّة حسنة عملت بها جامعة المؤسس خلال عقود؛ أساسها العرفان والوفاء، وللقائمين عليها أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة. [email protected]